(البيوت أسرار
ومن خلال المعايشة مع الشخص والتقرب منه نتعّرف على همه الذي يعاني منه
ولكل همه الذي قد يكون كبيراَ او بالعكس هو من يهّوله بسوء التصرف او النظر بعين واحدة
لكن رغم ذلك يبقى بعيداً عن خيوط السعادة والشعور بها ...
فهناك من زوجها بقمة الاخلاق والرقي بالتعامل مع الناس وحتى معها
لكنه سيء التعامل مع الاولاد ....
وهناك من هو بكل احواله جيد لكن فقر الحال يتعبهما معاَ مما قد يضطرهم حتى لبيع اعضاء الجسد للحصول على القوت ودفع الاجار
وهناك من تعيش بافضل حال واجمل بيت ظاهرا لكن تعاني من خيانة الزوج وجموح غرائزه نحو هذه وتلك
وهناك من تعيش مع الحبيب الذي اختارته زوجاَ وتمم الله لها ذلك لكنها بلا اولاد ولسنوات
وهناك من يعيش المرض البدني الدائم سواء للزوج او الزوجة او احد افراد الاسرة والعائلة
وهناك .........وهناك ...وهناك .....
كلها صور نتعايش معها ونلمسها اذا دخلنا البيوت وانفتحت لنا أسرارها
لكن قد لانستطيع التقييم بأن ايها اشد
المرض ...الفقر ....الخيانة ...انعدام الذرية
لكن كلها تخرجنا بحصيلة ان الدنيا دار بلاء وكد وتعب
وكذالك قال الباري جل وعلا
(ولقد خلقنا الانسان في كبد )
وهي دار امتحان وشدة ورفع لدرجات قوم وخفض لاخرين بما قدموا لانفسهم من عمل صالح او سيء
وايضا نخرج بحصيلة ان بلاءنا ليس الاصعب فهنالك من يعاني اكثر واكثر منا
وان البلاء لايدوم ولا الرخاء يدوم
فالدهر يومان يوم ُ لك ويوم عليك
ومن هذه النظرة الخاطفة نسترجع ونستغفر ونحمد الله الذي لايُحمد على مكروه سواه
فهو المختار لعباده الاجر والفضل والبلاء لرفع الدرجات وغفران السيئات
ونسأل الله الصبر والاجر للجميع ولنا والفوز بالغفران ورضا الرب الرحمن
منقول