شاطر | 
 

 تفسير سورة‎ المسد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
معلومات العضو
ZeRGuiT

ZeRGuiT


Admin
معلومات إضافية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 6868
نقاط نقاط : 9976
السٌّمعَة السٌّمعَة : 6
تاريخ الميلاد : 20/05/1993
تاريخ التسجيل : 30/06/2013
الموقع : Algeria
معلومات الاتصال
http://www.darisni.com
مُساهمةموضوع: تفسير سورة‎ المسد   تفسير سورة‎ المسد Calend10الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 - 6:15




{{تفسير سورة‎ المسد}}
{ للأمانة..الكاتب.محمد بن صالح العثيمين}


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ

تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ.

هذا القرآن فيه من الدلالات الكثيرة ما يدل دلالة واضحة على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حق، ليس يدعو لملك ولا لجاه، ولا لرئاسة قومه، وأعمام الرسول - عليه الصلاة والسلام - انقسموا في معاملته ومعاملة ربه - عز وجل - إلى ثلاثة أقسام:

قسم آمن به وجاهد معه، وأسلم لله رب العالمين.

وقسم ساند وساعد، لكنه باق على الكفر.

وقسم عاند وعارض، وهو كافر.

فأما الأول: فالعباس بن عبد المطلب، وحمزة بن عبد المطلب. والثاني: أفضل من الأول؛ لأن الثاني من أفضل الشهداء عند الله - عز وجل -، ووصفه النبي - عليه الصلاة والسلام - بأنه أسد الله، وأسد رسوله (240)، واستشهد - رضي الله عنه - في أحد في السنة الثانية من الهجرة (241).

أما الذي ساند وساعد مع بقائه على الكفر فهو أبو طالب، فأبو طالب قام مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خير قيام في الدفاع عنه ومساندته ولكنه ـ والعياذ بالله ـ قد سبقت له كلمة العذاب، لم يُسلم حتى في آخر حياته في آخر لحظة من الدنيا عرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسلم لكنه أبى بل ومات على قوله: إنه على ملة عبد المطلب، (242) فشفع له النبي - عليه الصلاة والسلام - حتى كان في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه(243).

أما الثالث: الذي عاند وعارض فهو أبو لهب. أنزل الله فيه سورة كاملة تُتلى في الصلوات فرضها ونفلها، في السر والعلن، يُثاب المرء على تلاوتها، على كل حرف عشر حسنات. يقول الله - عز وجل -: تبت يدا أبي لهب وتب وهذا رد على أبي لهب حين جمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليدعوهم إلى الله فبشر وأنذر، قال أبو لهب: تبًّا لك ألهذا جمعتنا(244)، قوله: «ألهذا جمعتنا» إشارة للتحقير، يعني هذا أمر حقير لا يحتاج أن يُجمع له زعماء قريش وهذا كقوله: أهذا الذي يذكر آلهتكم [الأنبياء: 36]. والمعنى تحقيره، فليس بشيء ولا يهتم به كما قالوا: وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم [الزخرف: 31]. فالحاصل أن أبا لهب قال: تبًّا لك ألهذا جمعتنا، فرد الله عليه بهذه السورة: تبت يدا أبي لهب وتب والتباب الخسار. كما قال - تعالى -: وما كيد فرعون إلا في تباب [غافر: 37]. أي: خسار. وبدأ بيديه قبل ذاته؛ لأن اليدين هما آلتا العمل والحركة، والأخذ والعطاء وما أشبه ذلك. وهذا اللقب أبو لهب، لقب مناسب تماماً لحاله ومآله، وجه المناسبة أن هذا الرجل سوف يكون في نار تلظى، تتلظى لهباً عظيماً مطابقة لحاله ومآله. يقول الشاعر:

قل إن أبصرت عيناك ذا لقب *** إلا ومعناه إن فكرت في لقبه

ولما أقبل سهيل بن عمرو في قصة غزوة الحديبية قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «هذا سهيل بن عمرو، وما أراه إلا سهل لكم من أمركم» (245)، لأن الاسم مطابق للفعل. يقول الله - عز وجل -: ما أغنى عنه ماله «ما» هذه يحتمل أن تكون استفهامية والمعنى: أي شيء أغنى عنه ماله وما كسب؟ والجواب: لا شيء، ويحتمل أن تكون (ما) نافية. أي ما أغنى عنه، أي لم يغنِ عنه ماله وما كسب شيئاً، وكلا المعنيين متلازمان، ومعناهما: أن ماله وما كسب لم يغنِ عنه شيئاً، مع أن العادة أن المال ينفع، فالمال يفدي به الآنسان نفسه لو تسلط عليه عدو وقال: أنا أعطيك كذا وكذا من المال وأطلقني، يطلقه، لكن قد يطلب مالاً كثيراً أو قليلاً، ولو مرض انتفع بماله، ولو جاع انتفع بماله، فالمال ينفع، لكن النفع الذي لا ينجي صاحبه من النار، ليس بنفع. ولهذا قال: ما أغنى عنه ماله. يعني من الله شيئاً قوله: وما كسب قيل المعنى: وما كسب من الولد. كأنه قال: ما أغنى عنه ماله وولده. كقول نوح: واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً [نوح: 21]. فجعلوا قوله: وما كسب يعني بذلك الولد. وأيدوا هذا القول بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم»(246).

والصواب أن الآية أعم من هذا، وأن الآية تشمل الأولاد، وتشمل المال المكتسب الذي ليس في يده الآن، وتشمل ما كسبه من شرف وجاه. كل ما كسبه مما يزيده شرفاً وعزًّا فإنه لا يُغني عنه شيئاً ما أغنى عنه ماله وما كسب. سيصلى ناراً ذات لهب السين في قوله: سيصلى للتنفيس المفيد للحقيقة والقرب. يعني أن الله - تعالى - توعده بأنه سيصلى ناراً ذات لهب عن قريب؛ لأن متاع الدنيا والبقاء في الدنيا مهما طال فإن الآخرة قريبة، حتى الناس في البرزخ وإن مرت عليهم السنون الطوال فكأنها ساعة كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون [الأحقاف: 35]. وشيء مقدر بساعة من نهار فإنه قريب. وامرأتـه حمالة الحطب يعني كذلك امرأته معه، وهي امـرأة من أشراف قريش لكن لم يغنِ عنها شرفها شيئاً لكونها شاركت زوجها في العداء والإثم، والبقاء على الكفر. وقوله: حمالة الحطب قُـرأت بالنصب والرفع، أما النصب فإنها تكون حالاً لامرأة، يعني وامرأته حال كونها حمالة الحطب. أو تكون منصوبة على الذم لأن النعت المقطوع يجوز نصبه على الذم. أي أذم حمالة الحطب. وأما على قراءة الرفع فهي صفة لامرأة حمالة الحطب حمالة صيغة مبالغة أي تحمله بكثرة، وذكروا أنها تحمل الحطب الذي فيه الشوك وتضعه في طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل أذى الرسول - صلى الله عليه وسلم -. في جيدها حبل من مسد الجيد: العنق، والحبل معروف، والمسد: الليف. يعني أنها متقلدة حبلاً من الليف تخرج به إلى الصحراء لتربط به الحطب الذي تأتي به لتضعه في طريق النبي - صلى الله عليه وسلم -، نعوذ بالله من ذلك، وهو إشارة إلى دنو نظرتها، وأنها أهانت نفسها، امرأة من قريش من أكابر قبائل قريش تخرج إلى الصحراء وتضع هذا الحبل في عنقها، وهو من الليف مع ما فيـه من المهانة، لكن من أجل أذية الرسول - عليه الصلاة والسلام -. نسأل الله العافية. وبهذا ينتهي الكلام بما يسر الله - عز وجل - على هذه السورة.


----------------------------------------

(240) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 438 وابن أبي عاصم في الجهاد (249).

(241) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب قتل حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - (4072).

(242) أخرجه البخاري كتاب التفسير باب)إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت)(4772) ومسلم كتاب الإيمان باب الدليل على صحة إسلام حضرة الموت والدليل على أن من مات على الشرك فهو من أصحاب الجحيم (24) (39).

(243) تقدم تخريجه ص (204).

(244) أخرجه البخاري كتاب التفسير باب قوله: )سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ) (4973).

(245) أخرجه البخاري كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد (2731).

(246) أخرجه الترمذي كتاب الأحكام باب ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده (1385) وقال:حديث حسن صحيح.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

تفسير سورة‎ المسد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  تفسير سورة المسد
» تفسير سورة عبس
» تفسير سورة البروج
» تفسير سورة العاديات
»  تفسير سورة الطارق

 KonuEtiketleri كلمات دليلية
تفسير سورة‎ المسد شبكة ادرسني , تفسير سورة‎ المسدعلى منتدانا , تفسير سورة‎ المسد منتديات درسني ,تفسير سورة‎ المسد ,تفسير سورة‎ المسد , تفسير سورة‎ المسد
 KonuLinki رابطالموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدراسة - Al-dirassa Forum :: إسلاميــــــــــات :: الفقه و أصوله :: تفسير الآيات-

ملاحظة مهمة : نحن (شبكة درسني) لا ننسب أي موضوع لشبكتنا فمنتدانا يحتوي على مواضيع منقولة و مواضيع منقولة بتصرف