أكّد مصدر مأذون ، الأربعاء، إنّ الجزائريين المغتربين "ياسين بن زية" (20 سنة)، و"فارس بهلولي" (19 سنة) لاعبا نادي "أولمبيك ليون" الفرنسي، منحا موافقتهما للانضمام إلى منتخب وطنهما الأمّ اعتبارا من وديتي محاربي الصحراء في أكتوبر المقبل.

استنادا إلى إفادات ، إنّ الاتصالات التي باشرها الاتحاد الجزائري لكرة القدم مع اللاعبين المعنيين "كانت مثمرة"، ووفاءً لطريقته في إدارة مثل هذه الملفات، أفيد إنّ "محمد روراوة" أرسل في فترة أولى مبعوثين إلى مدينة "ليون" لجس نبض "ياسين" و"فارس" اللذين لم يترددا عن "إبراز تشرّفهما بالدفاع عن الألوان الوطنية".

وغداة "التفاعل الايجابي" للثنائي، كان للفرنسي "كريستيان غوركوف" مدرب منتخب الجزائر حديثا هاتفيا مطوّلا مع "بن زية" و"بهلولي"، ووقف "غوركوف" بنفسه على تحمّس متوسط الميدان اليساري وزميله المهاجم للالتحاق بمنتخب أجدادهما، خلافا لمزاعم لاكتها مراجع فرنسية.

وأفيد إنّ "غوركوف" طلب من المعنيين تحضير وثائقهما الإدارية تحسبا لاستدعائهما لاحقا، في وقت اشترط "بن زية" و"بهلولي" تأخير الإعلان الرسمي عن خيارهما تبعا للظرف الصعب الذي يمران به مع وصيف بطولة الرابطة الفرنسية الأولى.

وبحسب ما علم فإنّ "غوركوف" ليس مستعجلا لإدماج "بن زية" و"بهلولي"، إذ لا يعتزم استدعائهما لمواجهة قراصنة "السيشل" ليلة السبت الثالث عشر جوان المقبل، مثلما لا ينوي "غوركوف" الاستعانة بخدمات "ياسين" و"فارس" في المواجهة الثانية ضدّ ضفادع "الليسوتو" في الخامس أو السادس سبتمبر.

ويتجه "غوركوف" لضم "بن زية" و"بهلولي" برسم تواريخ الفيفا المتاحة بين الخامس والثالث عشر أكتوبر القادم، والتي ستشهد إجراء محاربي الصحراء لمقابلتين تحضيريتين، أي شهرا واحدا قبل بدء تصفيات مونديال 2018.

وعد روراوة

حسب ما أسرّ به ، ستشهد الفترة القليلة المقبلة حسم "محمد روراوة" للمسألة، حيث سيتنقلّ إلى فرنسا للتحادث بدوره مع "بن زية" و"بهلولي"، ومنحهما وثيقتي الالتزام لتوقيعها تحسبا لبدء عملية تأهيلهما على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، على اعتبار أنّ "بن زية" و"بهلولي" لعبا لمنتخبات فرنسا الصغرى.

ويعدّ ما يجري ردًّا عمليا من "روراوة" الذي سبق له قبل شهر ونصف أن توعدّ بردّ ثقيل على الفرنسيين، غداة انتهاء الفصل الكروي (الرديئ) الذي كان (بطله) اللاعب المثير للجدل "نبيل فقير" واختياره الديكة في العاشر مارس الماضي 96 ساعة بعد إبدائه الرغبة للانضمام إلى محاربي الصحراء.

وكان مقربو "الحاج" نفوا أن يكون إعلان "فقير" آنذاك مؤشر تحوّل ميزان القوى لمصلحة الاتحاد الفرنسي حول العناصر المزدوجة الجنسية، حيث شدّدت معلومات توافرت فـإنّ "روراوة" المتعوّد على كسب "المعارك"، خطّط في هدوء لاستمالة "بن زية" و"بهلولي"، رغم مسارعة الفرنسيين لإغراء الأول وضمّه إلى آمال الديوك.

وسيكون ترسيم مجيئ "بن زية" و"بهلولي" ردا مفحما من "روراوة" على هيئة "نوّال لوغرات"، بعدما توعّد "روراوة" غرمائه بـ"التفكير جيدا" بعد الهجوم المعاكس الذي شنته فرنسا، وانتهى "نظريا" بخطف "فقير".

طاقتان بحاجة إلى نضج أكبر

يعدّ "بن زية" كما "بهلولي" طاقتان حقيقيتان، ويرشحهما مراقبون لمنح الإضافة لمنتخب الجزائر في آفاق 2018 و2022، علما إنّ الثنائي يعانيان منذ فترة ليست بالقصيرة، وسط أنباء عن اعتزامهما تغيير الأجواء اعتبارا من موسم التحويلات الصيفي القادم.

في حالة "ياسين بن زية" قلب الهجوم الصريح (20 سنة)، فإنّه ليس راض البتة عن موسمه الاحترافي الرابع مع "أولمبيك ليون" الفرنسي غداة اكتفائه بهدفين يتيمين في ثماني مقابلات، وأبرز "بن زية" إيمانه:"إذا أراد الله .. سأنجح".

وصرّح "بن زية" بشأن حصيلته الهزيلة في الموسم الحالي:"مستاء للغاية لأني لم أكن جيدا، عانيت من كثرة الإصابات ما أعاقني عن خوض المقابلات بشكل متواصل، ورفض الهدّاف التاريخي لناشئي ليون بـ36 هدفا، تحميل المسؤولية لأي طرف: "ليس هناك أحد غيري، ولا أعرف كيف أعبّر عن انفعالاتي، عندما لا ألعب .. لا أبتسم، وأمارس النقد مع نفسي حتى أتقدم".

وعن تغييبه من مدربه "هوبرت فورنييه" خلافا لزميليه "ياطارا" و"نجي"، أوعز "بن زية:"الناس ينسون أنّ عمري 20 سنة، وهم يستعجلون الكثير مني، سأنجح إذا أراد الله ذلك، وفي النهاية أنا مسرور للمهاجمين ألكسندر لاكازيت ونبيل فقير اللذين أحرزا لوحدهما 36 هدفا، ولعبا دورا مؤثرا في الارتقاء بالأولمبيك إلى صدارة بطولة الرابطة الفرنسية الأولى".

ورفض "بن زية" الخوض في اهتمام "رانس"، "مونبوليي" و"بوردو" بخدماته، قائلا:"أريد إنهاء الموسم بشكل جيد قبل التفكير في المستقبل، وكل شيئ سيكون في وقته".

وظلّ "بن زية" يتخبط بفعل لعنة الإصابات التي طاردته، وأعطبته لأشهر طويلة، ما جعله لا يفرض نفسه كقطعة أساسية في ليون، بعد دوّامة الصراعات التي نشبت بينه وبين مدربه السابق "ريمي غارد".

ولم يعلن "جان ميشال أولاس" رئيس أولمبيك ليون، خططه بشأن الاحتفاظ بشأن "بن زية" أو تسريحه، في ظلّ اعتبار فريق من الفرنسيين ابن وهران "أملا زائفا"، بعدما أثار "بن زية" الاهتمام إثر مردوده في بطولة العام للأشبال 2011 (5 أهداف + تمريرة حاسمة).

بالنسبة للاعب الجزائري الصاعد "فارس بهلولي" (19 سنة)، فإنّه جرى استبعاده من الفريق الأول بداعي "وزنه الزائد"، و"عقليته غير الناضجة"، ما دفع متابعين للتحذير من تجرّع "بهلولي" مصيرا مشابها للفرنسي "حاتم بن عرفة" التونسي الأصول (27 سنة) الذي صعد بسرعة الصاروخ قبل أن يخمد في وقت قياسي، وأتى هذا "التحذير" بعد بروز "بهلولي" بإمكانات هائلة في الفئات الدنيا لأولمبيك ليون ومنتخب فرنسا، قبل أن يشهد موسمه الثالث كمحترف "انحدارا مقلقا".

ولم يكن المدرب الفرنسي "هوبرت فورنيي" متسامحا مع "فارس"، حيث قال بشأنه:"هو شاب واعد بإمكانات رائعة، لكنّه مدعو للارتقاء بعقليته أكثر، وجعلها في مستوى مكانته كمحترف قادر على أن يكون نجم ليون في السنوات المقبلة".

وأضاف مدرب الأولمبيك:"أتفهم تصرفات فارس اعتبارا لحداثة سنه (مواليد 8 أفريل 1995)، لكن لا أتقبل ثمة سلوكيات غير مقبولة، ففي لقاء غانغامب بين الشوطين، كان الفتى مشغولا بالدردشة على تويتر داخل غرف الملابس، بدل الإصغاء إلى التوجيهات، والتركيز على اللقاء" !

ما كشفه "فورنيي"، ذكّر بحادثة أخرى أعلنها سلفه "ريمي غارد" قبل عام ونصف، حيث استغرب كيف أقدم "فارس بهلولي" مع مواطنه "ياسين بن زية" على التنكيت، في وقت كان "غارد" منهمكا مع زملاء "زفان" في مناقشة أسباب السقوط برباعية أمام باستيا (..).

وحرص "فورنيي" على امتداح فنيات "بهلولي"، لكنه ألّح على أنّ "فارس مدعو لنضج أكبر داخل الميادين وخارجها"، مشيرا إلى قابلية توظيف صاحب سبع مشاركات وهدفين مع صغار الديوك، كمتوسط ميدان هجومي فضلا عن حضوره القوي على الجناحين.