الخبير الأمني، اللواء عبد الحميد عمران، لـ”الخبر” “
تدخل مصر في ليبيا لا يصب في مصلحتها”الرئيس المصري دعا مجلس الأمن لإصدار قرار بالتدخل الدولي في ليبيا، ما تعليقك؟
شن مصر ضربات جوية على ليبيا كان ردا على مقتل 21 مصريا على يد تنظيم داعش، وكان من الممكن أن نتفادى الوصول إلى هذا الوضع، وأن نتعامل مع الموضوع من البداية وأن نستجيب لطلب داعش بتسليم السيدتين اللتين طالبهما، تفاديا لمزيد من تمزيق الأراضي العربية، لأن ذلك يصب في صالح إسرائيل في الأخير، وأي توسيع للتمزق العربي سيهدد المنطقة بمزيد من الفوضى.
أفهم من كلامك أنك ضد الضربات الجوية التي شنتها مصر واستهدفت معاقل داعش؟
لم أقل ذلك، لكن في نفس الوقت يجب أن تكف مصر عن دفع جيشها في الدول المحيطة، الجيش المصري جيش محترف، وتدخله في ليبيا غير صحيح.
لكن مصر قالت إن تدخلها جاء في إطار حماية أمنها القومي..
الأمن القومي لا يهدده ما يحدث في ليبيا، ما يهدده هو العدو الإسرائيلي، وتدخل مصر في ليبيا يقضي على ما بقي من ثورة الربيع العربي هناك، التي كان من المفترض أن تكون ربيعا، وقد تم إجهاضها بداية في مصر نفسها، ثم تلتها دول عربية، وأؤكد أن تدخل مصر في ليبيا لا يصب في مصلحتها على الإطلاق، لأن الأمن المصري يتقدم بوجود دول عربية محيطة مستقرة، ليس بها محيط ديكتاتوري، والصالح الإستراتيجي أن تكون الدول العربية حرة.
في خضم هذه التطورات، هل تظن أن طرح الحل السياسي الآن من شأنه أن يحدث تغيرا على الأرض؟
أرى أن الوقت لم يمض بعد، والمثال الذي أضربه عندما طلب داعش من مصر تسليم سيدتين مصريتين مسيحيتي الديانة اعتنقتا الإسلام، مقابل رقاب 21 مصريا، ما الذي كان سيحدث لو أن الكنيسة والحكومة المصرية استردوا 21 مصريا، وسلموا تلك السيدتين لحقن الدماء، وكنت قد ناديت بذلك في لقاءات عدة، وكان يجب على الدولة المصرية أن تستمع لما يقال، والتريث قليلا قبل اتخاذ قرار التدخل العسكري، وأخذ الجيش في مستنقع عسكري نحن في غنى عنه، وليس لنا في تلك المعركة لا ناقة ولا جمل، لأن اللغة العسكرية تقول إنه لا يمكن لجيش أن يهزم مواطنين في أرضهم، إذن لماذا نجر الجيش إلى معركة خارج حدوده، ولو تم تسليم السيدتين لما حدث ما حدث.
وهل تعتقد أن مجلس الأمن سيستجيب للطلب المصري باستصدار قرار التدخل العسكري؟
لا أعتقد ذلك، وعلى الأرجح ألا يصدر مجلس الأمن قرارا بخصوص ذلك.
وما هي قراءتك لصفقة السلاح التي تمت بين القاهرة وباريس وتوقيتها؟
منذ 20 عاما وفرنسا تحاول بيع طائرة واحدة، ولكنها لم تنجح في ذلك، لأنها ليست الأفضل في العالم، وجاءت الصفقة التي وقعتها مع مصر مفاجئة بالنسبة لها، وأوضح بأن مصر لم تشتر تلك المقاتلات من أموالها، وإنما قدمت لها بتمويل من البنوك الفرنسية، وسددت الجزء الثاني من المساعدات التي حصلت عليها من دول الخليج، وبهذا فرنسا تفتح سوقا لنفسها، بعدما رفضت دول كثيرة في العالم شراء طائراتها.
بما أنها ليست الأفضل في العالم كما تقول، لماذا وافقت مصر على توقيع الصفقة؟
بالفعل، طبقا لدراسات إستراتيجية، الطائرات الفرنسية ليست الأفضل في العالم، وأعتقد أن مصر استوردتها سعيا لاكتساب حليف إستراتيجي قوي في المنطقة، كما هو الشأن من خلال الصفقة التي وقعتها مع الاتحاد السوفياتي، لكني لا أظن أن مصر بذلك تريد أن تقطع علاقاتها مع أمريكا.