وزارة الصحة ”تتفرج” على مشاكل القطاع في 4 ولايات
أجهزة طبية بـ60 مليارا ”مهملة” في مستشفيات الجنوب
كشفت تقارير أعدها منتخبون في 4 ولايات بالجنوب أن مصالح وزارة الصحة عمدت إلى اقتناء تجهيزات عمومية لا تقل قيمتها الإجمالية عن 60 مليارا في عامي 2012 و2013، لكنها لم تشتغل بعد بسبب عدم توفر الطواقم المدربة، كما أن عددا من الأجهزة تعطل حتى قبل تشغيله وتحول إلى خردة. أشارت تقارير المنتخبين في ولايات ورڤلة وتمنراست وإليزي وأدرار إلى صفقات اقتناء عتاد بقيمة 60 مليار سنتيم عامي 2012 و2013، لكن هذا العتاد لم يوضع في خدمة المرضى بسبب عدم توفر المؤطرين. وقال أطباء عامون من ولايتي غرداية وورڤلة إن المشكل موجود في كل ولايات الجنوب دون استثناء. يحدث هذا في الوقت الذي تزداد معاناة مرضى الجنوب في ظل قلة التجهيزات والطواقم الطبية، حيث أشارت، في هذا السياق، شكاوى جمعيات محلية من ولايتي تمنراست وأدرار إلى أن المرضى يضطرون إلى قطع مسافة تصل إلى 100 كلم في بعض الأحيان للعلاج. وعلّق مواطنون من عين ڤزام، في شكوى موجهة إلى الوزير الأول، حصلت ”الخبر” على نسخة منها، على وضع قطاع الصحة في الدائرة بالقول إن أغلب الخدمات الصحية التي يحصل عليها المواطنون يقدمها أطباء وشبه طبيين عسكريين. وقال عضو المجلس البلدي الأسبق في تيمياوين بأدرار، زام إبراهيم، إن ”عامل الصيدلية العمومية يتعرف على الأدوية من خلال ألوان العلب وليس من خلال الأسماء”. ووصف أعضاء من المجلس الولائي ومجالس محلية بعدة بلديات نائية في ولاية أدرار، وضع الصحة في الولاية بأنه ”يسير من سيئ إلى أسوأ ”. وقال منتخبون من المجلس الشعبي الولائي لأدرار إن وضع الصحة في الولاية يحتاج لمراجعة شاملة. وتحدث تقرير في الموضوع عن نقص الأطباء وشبه الطبيين في الولاية ككل وفي المناطق النائية بوجه خاص، إضافة إلى نقص العتاد في عدة مرافق تابعة لمصالح الصحة الجوارية. وقال أعضاء بالمجلس الولائي إن بعض البلديات لا يعرف سكانها طبيب الأسنان وقد انعكست الوضعية الصعبة سلبا على معيشة سكان أدرار ببلدياتها الـ28 . وأشار آخر تقرير للجنة الصحة في ولاية أدرار إلى نتائج عملية معاينة ميدانية شملت أغلب الدوائر، حيث يحتاج قطاع الصحة لمراجعة شاملة في مجال التغطية الصحية الضعيفة في المناطق النائية، إذ تعرف نقصا فادحا في عدد العمال والممرضين شبه الطبيين وكذا تقنيي الصحة والمختصين في الأشعة وغيرها، ناهيك عن الأطباء العامين، لكن المشكل الأكبر يكمن في النقص الفادح في عدد الأطباء المختصين. وأشار تقرير لجنة الصحة إلى ظاهرة اقتناء تجهيزات وتعطلها دون أن تستغل، ثم تتعرض للإهمال في العديد من قاعات ومؤسسات الصحة الجوارية والعيادات المتعددة الخدمات. والمثير في الموضوع أن مصالح الصحة عمدت لاقتناء تجهيزات في أدرار وتمنراست، إلا أنها لم تستغل أبدا، كما لفت التقرير إلى وجود بعض الأجهزة والمعدات الطبية التي غدت ديكورا فقط نظرا لغياب من يشغلها من المختصين من تقنيي الصحة.