خلاف أمريكي تركي يهدد "التحالف" ضد "الدولة"
أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في عددها الصادر مساء أمس الثلاثاء، أن الخلاف التركي الأمريكي حيال آلية التعامل مع مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" يهدد التحالف الدولي.
وفي تقرير حمل عنوان "أمريكا محبطة من التقاعس التركي تجاه داعش" قالت الصحيفة: إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من التحالف الدولي فرض منطقة حظر للطيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالإدارة الأمريكية قوله، إن هناك خيبة أمل في واشنطن حيال التعامل التركي مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، خاصة أن هذا التنظيم لم يعد يفصله عن الحدود التركية سوى ميل واحد.
ووجه المسؤول الأمريكي نقداً لإدارة الرئيس التركي، مشيراً إلى أن هذه ليست الطريقة التي يجب أن يعمل بها حليف الناتو، في حين أن الجحيم على مرمى حجر من الحدود.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أجرى خلال الساعات الماضية العديد من الاتصالات مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ونظيره التركي، لمناقشة حل الأزمة المتفاقمة على الحدود التركية، بعد أن اقترب تنظيم "الدولة الإسلامية" من السيطرة على منطقة عين العرب (كوباني).
وعلى الرغم من أن تركيا ليست الدولة الوحيدة التي طالبت بأن يكون إسقاط نظام بشار الأسد جزءاً من مهام التحالف، إلا أن الاختلاف مع تركيا يهدد جهود التحالف الدولي، خاصة أنه قد يؤدي إلى جر دول سنية أخرى داخل التحالف لوضع مثل هذا الشرط.
مسؤولون أمريكيون- وفقاً للصحيفة- قالوا: لا يمكن بأي حال من الأحوال التخلص من خطر مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" بالقصف الجوي وحده، وإنما يتطلب الأمر الزج بقوات برية وهو ما يقوم به التحالف حالياً من خلال تدريب لعناصر في المعارضة السورية، غير أن هذا الأمر يستغرق وقتاً أطول، كما أنه يتطلب أن تقوم تركيا بدور أكثر فاعلية.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمريكي قوله: إن الوضع في سوريا سيكون أعقد من العراق، مشيراً إلى أنه في العراق لدينا شركاء سواء في الجيش العراقي أو قوات البيشمركة الكردية، أما في سوريا فإن الأمر سوف يستغرق وقتاً أطول.
ويرى محللون أمريكيون أن أنقرة تركت الأمور تتدهور في عين العرب (كوباني) في سبيل الضغط على واشنطن من أجل انتزاع اعتراف بضرورة إسقاط نظام الأسد.
وقال سونر كاجاتباي المحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: إن تركيا تهدف أيضاً إلى إضعاف خصمها الكردي -حزب العمال الكردستاني- من خلال تركه يواجه مصيره أمام مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال أمس الثلاثاء أمام حشد من اللاجئين السوريين في مدينة غازي عنتاب الحدودية: إن "الرعب لن يتوقف ما لم نتعاون لشن عملية برية"، مضيفاً أن "الغارات الجوية ليست كافية وحدها"، مشدداً على أنها "مرت أشهر بدون تحقيق أي نتيجة، وعين العرب (كوباني) على وشك السقوط".
وأردف الرئيس التركي: لقد "طالبنا مسبقاً بضرورة إعلان منطقة حظر طيران، وإعلان منطقة آمنة موازية لتلك المنطقة، وبضرورة تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة في سوريا والعراق".