دعوة أويحيى للمشاورات تدبير لفتح باب السياسة أمام الحزب المحظور
أعلن القائد السابق لما كان يسمى الجيش الإسلامي للإنقاذ المحل، مدني مزراڤ، عن عقد مؤتمر "كبير" لأبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ على اختلاف توجهاتهم، بعد تعديل الدستور، من أجل الخروج بمشروع جديد يضع الأسس ويصحح الأخطاء التي وقعت فيها الجبهة سابقا أو دفعت إليها وينفتح على الأفكار بما يساهم في بناء دولة الحق والقانون، وقال أن الفكرة "قديمة" لم تتجسد وحان الوقت لتفعيلها.
وأوضح مزراڤ في اتصال مع "الشروق" عن إمكانية عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد أن بادرت السلطة إلى توجيه دعوة لمؤسسيها من أجل المشاركة في مشاورات تعديل الدستور، "واضح في علم السياسة أن الدولة حينما تقوم بموقف إقصائي تبدأ بإبعاد أصحاب الشأن عن الوضع السياسي، وواضح أيضا أنها عندما تقرر فتحه، تفتحه تدريجيا"، وتابع "والخطوة التي قام بها رئيس الجمهورية مشكورا، ونفذها الأخ أحمد أويحيى هي خطوة مشكورة"، معتقدا أن "أبناء الجبهة" إذا عرفوا كيف يتعاملون مع هذه الدعوة سيجدون أنفسهم في الساحة السياسية ينشطون كغيرهم، "أما إذا لم يعرفوا وتحركوا ضد التيار وركبوا سفينة هي ليست سفينتهم فلا بد أن الأمر سيتأخر"، واعتبر أن المشاركة في مشاورات تعديل الدستور، خطوة في الطريق الصحيح من أجل عودة تيار الجبهة الذي أقصي من الساحة السياسية، من خلال الدستور التوافقي الذي وعد به الرئيس بوتفليقة.
وأبدى مزراڤ تفاؤله بخصوص مستقبل "الفيس"، مشيرا إلى أنه كقيادي متفائل بتجسيد المشروع الذي تم اقتراحه سابقا ولم ير النور، "المشروع اقترحناه سابقا ولم ينفذ، والآن آن الأوان ولم يبق الحق لأي كان أن يقصي أحدا ما لم يقصه فعله"، وقال أنه وبعد انتهاء المشاورات وتعديل الدستور سيكون هناك مؤتمر في ظروف أخرى، "مؤتمر لأبناء الجبهة على اختلافهم إلا من أقصى نفسه".
وعما إذا كان المؤتمر يعني أن الجبهة ستعود تحت اسم آخر، فقال أن العبرة بالمسميات وليس بالأسماء، واستدل بالقول "كم من رجل وامرأة لديهم أسماء جميلة، لكنها لا تدل على حقيقتهم، وبالنسبة لنا العبرة بالمسمى والمسمى بالنسبة لنا يبقى مرتبطا بالقواعد والأخلاق والأسس".
ويعتقد متتبعون أن تصريحات مزراڤ تعني عودة الحزب المحظور إلى الساحة السياسية من خلال تأسيس حزب سياسي، وهو ما لم يجزم به هذا الأخير إذ قال لـ"الشروق" أن الأمر لا يتعلق بـ"حزب" أو "جمعية" أو إطار آخر بقدر ما يتعلق بأفكار وقواعد وأخلاق تبني هذا الأخير.
وفي سياق آخر، أشار مزراڤ إلى أنه على تواصل مع قيادات "الأيياس"، حيث مازالت الهيكلة قائمة، "وقد اتصلنا بأغلبية القياديين في المستوى الأول والثاني وطلبنا منهم جمع الرؤى والأفكار من الشعب وما يريده المواطنون في الدستور".