كثيراً من الناس ينتابهم شىء من السهو أو السرحان اثناء الصلاة وكثير أيضاً يجهلون كثيراً من أحكام سجود السهو فى الصلاة ، فمنهم من يترك سجود السهو فى محل وجوبه ، ومنهم من يسجد فى غير محله ، ومنهم من يجعل سجود السهو قبل السلام وان كان موضعه بعده ، ومنهم من يسجد بعد السلام وان كان موضعه قبله ، ولذا كانت معرفة أحكامه مهمة جداً حتى لا يختلط الأمر لدى الجميع ، فأحببت أن أقدم لإخوانى وأخواتى الأعزاء أهم أحكام هذا الباب والذى من الممكن أن يتعرض له الكثيرون منا حيث راعيت سهولة وبساطة الكلام فى نقاط واضحة مع ذكر أمثلة للتبسيط أكثر .
سجود السهو : عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلى لجبر الخلل الذى يطرأ أثناء الصلاة .
سجود السهو في الصلاة أسبابه ثلاثة :
1- الزيادة .
2- النقص .
3- الشك .
فالزيادة : مثل أن يزيد الإنسان ركوعاً أو سجوداً ، أو قياما أو قعودا ً.
والنقص : مثل أن ينقص الإنسان ركنا ً، أو ينقص واجباً من واجبات الصلاة .
والشك : أن يتردد كم صلى : ثلاثاً أم أربعاً ، مثلاً .
فبالنسبة للزيادة فإذا زاد متعمداً فإن صلاته تبطل لأنه اذا زاد الصلاة ركوعاً أو سجوداً أو قياماً أو قعوداً ، فقد أتى بالصلاة على غير الوجه الذي أمره به الله تعالى ورسوله .
أما إذا زاد ناسياً فإن صلاته لا تبطل ، ولكنه يسجد للسهو بعد السلام.
مثال على ذلك : شخص صلى الظهر ( مثلاً ) خمس ركعات ولم يذكر الزيادة إلا وهو فى التشهد فيكمل التشهد ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم ، فإن لم يذكر الزيادة إلا بعد السلام سجد للسهو وسلم ، وان ذكر الزيادة وهو فى أثناء الركعة الخامسة جلس فى الحال فيتشهد ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم .
وأما النقص : نقص ركن / نقص واجب :
فإن نقص الإنسان ركن من أركان الصلاة
إما أن يذكره قبل أن يصل إلى موضعه من الركعة الثانية ؛ فحينئذ يلزمه أن يرجع فيأتي بالركن وبما بعده .
وإما أن لا يذكره إلا حين يصل إلى موضعه من الركعة الثانية ، وحينئذ تكون الركعة الثانية بدلاً عن التي ترك ركناً منها فيأتي بدلها بركعة ، وفي هاتين الحالتين يسجد السهو بعد السلام .
مثال على ذلك : شخص قام حين سجد السجدة الأولى من الركعة الأولى ، ولم يسجد السجدة الثانية ، ولما شرع في القراءة ذكر أنه لم يسجد ولم يجلس بين السجدتين ، فحينئذ يرجع ويجلس بين السجدتين ، ثم يسجد ، ثم يقوم فيأتي بما بقى من صلاته ، ويسجد للسهو بعد السلام .
ومثال لمن لم يذكره إلا بعد وصوله إلى محله من الركعة الثانية : شخص قام من السجدة الأولى في الركعة الأولى ، ولم يسجد السجدة الثانية ، ولم يجلس بين السجدتين ، ولكنه لم يذكر إلا حين جلس بين السجدتين في الركعة الثانية . ففي هذه الحال تكون الركعة الثانية هي الركعة الأولى ، ويزيد ركعة في صلاته ، ويسلم ثم يسجد للسهو .
أما نقص الواجب : فإذا نقص واجباً وانتقل من موضعه إلى الموضع الذي يليه ، مثل : أن ينسى قول : سبحان ربي الأعلى ، ولم يذكر إلا بعد أن رفع من السجود ، فهذا قد ترك واجباً من الواجبات الصلاة سهواً ؛ فيمضي في صلاته ، ويسجد للسهو قبل السلام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك التشهد الأول مضى في صلاته ولم يرجع وسجد للسهو قبل السلام
مثال على ذلك : شخص رفع من السجود الثانى فى الركعة الثانية ليقوم إلى الثالثة ناسياً التشهد الأول
اذا ذكر قبل ان ينهض فإنه يستقر جالساً فيتشهد ثم يكمل صلاته ولاشىء عليه
ان ذكر بعد ان نهض قبل أن يستتم قائماً رجع فجلس وتشهد ثم يكمل صلاته ويسلم ثم يسجد للسهو ويسلم
وان ذكر بعد أن استتم قائماً سقط عنه التشهد فلا يرجع اليه فيكمل صلاته ويسجد للسهو قبل ان يسلم. .
وأما الشك فهو : التردد بين الزيادة والنقص ، مثل : أن يتردد هل صلى ثلاثاً أو أربعاً ؛ فلا يخلو من حالين :
إما أن يترجح عنده أحد الطرفين : الزيادة ، أو النقص ، فيبني على ما ترجح عنده ، ويتم عليه ، ويسجد للسهو بعد السلام
وإما أن لا يترجح عنده أحد الأمرين ؛ فيبنى على اليقين وهو الأقل ، ويتم عليه ، ويسجد للسهو قبل السلام .
مثال على ذلك : شخص يصلى الظهر ثم شك : هل هو في الركعة الثالثة أو الرابعة ؟ وترجح عنده أنها الثالثة؛ فيأتي بركعة ، ثم يسلم ، ثم يسجد للسهو .
ومثال ما استوى فيه الأمران : رجل يصلي الظهر فشك : هل هذه الركعة الثالثة ، أو الرابعة ؟ ولم يترجح عنده أنها الثالثة ، أو الرابعة ؛ فيبني على اليقين وهو الأقل ، ويجعلها الثالثة ، ثم يأتي بركعة ويسجد للسهو قبل أن يسلم .
وبهذا تبين أن سجود السهو يكون قبل السلام : إذا ترك واجباً من الواجبات ، أو إذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده أحد الطرفين .
وأنه يكون بعد السلام إذا زاد في صلاته ، أو شك وترجح عنده أحد الطرفين .
الحمد لله من رحمة الله بعباده ومن محاسن هذا الدين الكامل أن شرع لعباده جبر النقص والخلل الذى من الممكن أن يحدث فى عباداتهم إنا بنوافل العبادات أو الإستغفار أو سجود السهو وما نحو ذلك .
جمعنى الله واياكم فى الجنة .. آمين يارب العالمين