انتفضوا بسبب إقصائهم من السكن وآخرون نددوا بحرمانهم من لقائه
موكب الوزير الأول يتعرض للرشق بالحجارة في أم البواقي
أقدم العشرات من المواطنين بمدينة عين البيضاء في ولاية أم البواقي على رشق موكب الوزير الأول عبد المالك سلال بالحجارة على مستوى مدخل القطب الجامعي، بعد أن تحولت احتجاجاتهم السلمية إلى حالة من الهستيريا عقب مغادرة الموكب الرسمي دون الوقوف للاستماع لانشغالاتهم.
أقدم العشرات من سكان حي “فاليتي” بعين البيضاء على رشق الموكب بالحجارة، وذلك بعد رفعهم لافتات تندد بممارسات الحڤرة والتهميش وحرمانهم من السكن الموجه لتخليصهم من السكنات الهشة، وهي العملية التي شابتها تلاعبات كبيرة جدا في قائمة المستفيدين، يقول المحتجون.
من جانب آخر ندد ممثلو المجتمع المدني بعين البيضاء وطعنوا في شرعية الممثلين الذين تم اختيارهم لتمثيل المدينة في لقاء الوزير الأول بالمجتمع المدني، مساء أمس، حيث أكدوا أن الأشخاص المختارين لا يمثلون حقيقة انشغالات أبناء المدينة، وقد تدخلت مصالح الأمن لتطويق المحتجين ومنعهم من أي تهور أو تماد أمام موكب الوزير الأول.
وكان الوزير الأول في زيارته، أمس، كلما أشرف على معاينة مشروع إلا وسمع عبارة “الشعب يريد رحيل الوالي”، لكن لم تبدُ على سلال ملامح التجاوب مع مطالبهم، كما اغتنم مواطنون فرصة توزيع سلال أوراق استغلال محلات تجارية وسط المدينة، وطالبوا بفتح تحقيق شامل في الولاية.
كما اتهم مواطنون المسؤولين المحليين للولاية بـ«تخياط” قائمة المجتمع المدني، ومورس في حقهم الإقصاء التام لطرح انشغالاتهم، وهو ما تم بعين البيضاء عندما وجد سلال مواطنين رافعين لافتات تندد بإقصائهم من السكن الاجتماعي، ولما لم يقتنعوا بكلام الوزير فقام عدد منهم برشق موكبه بالحجارة. ويبقى الغريب هو سبب إقدام سلطات دائرة عين البيضاء على نشر قائمة السكن الاجتماعي عشية زيارة سلال لولاية أم البواقي، خاصة أن زيارة الوزير الأول أول أمس لخنشلة، عرفت احتجاجا ضخما لطلبة الجامعة، وهو ما يطرح أكثر من سؤال لما نعلم أن زيارات الوزير الأول تحاط بترتيبات أمنية مشددة تمنع وصول أي صوت مغرد خارج السرب لمسامع الوزير الأول، فما بالك باحتجاجات ورشق للحجارة.
وبالعودة إلى الزيارة الميدانية للوزير الأول، دعا هذا الأخير بالقطب التكنولوجي بعين البيضاء، إلى زيادة عدد التبادلات واتفاقيات التوأمة مع الجامعات الأجنبية من أجل الرفع من مستوى الجامعة الجزائرية، مضيفا أنه يتعين أن تستغل اتفاقيات التوأمة والعلاقات أحسن استغلال، وألا تقتصر على تنظيم أيام دراسية ولقاءات تكوينية، ومساعدة الطلبة على النجاح في الاندماج في الحياة العملية من خلال إبرام، على وجه الخصوص، اتفاقيات مع الوحدات الاقتصادية والصناعية.
وشدد سلال على مسؤولي الجامعات بمرافقة وتوجيه الطلبة خلال مسارهم الجامعي وتشجيعهم على التخلي عن ذهنية التوظيف التي تكرست لديهم من خلال خلق مؤسساتهم المصغرة، والرفع من مستوى التكوين الذي يستفيد منه الطلبة وجعله يتماشى مع احتياجات سوق العمل، وهو الأمر الذي يتحقق من خلال خلق جسور بين الجامعات والمؤسسات الاقتصادية.
وفي مجال الفلاحة، ألح الوزير الأول على الاستغلال العقلاني والأمثل للمساحات المسقية واستعمال وسائل إنتاج حديثة من أجل جعل قطاع الفلاحة بهذه الولاية يساهم بفعالية في تحسين الإنتاج كمّا ونوعا، وبالتالي التقليص من فاتورة استيراد الغذاء.
من جانب آخر حدد الوزير الأول شهر مارس القادم في لهجة شديدة من أجل إتمام أشغال مشروع سد أوركيس لتوفير الماء الشروب لسكان الولاية، مؤكدا أن هذا المشروع نقطة سوداء وأنه زاره أربع مرات في المرحلة التي شغل فيها منصب وزير الموارد المائية، محمّلا المسؤولية لمسؤولي الولاية من أجل السهر على تسليم هذا المشروع في أقرب الآجال.