النظام يستأنف القصف بعد إطلاق الراهبات
استأنفت قوات النظام السوري قصف أحياء في مدينتي حمص ويبرود في القلمون بعد استكمال صفقة إطلاق راهبات معلولا، التي شملت الإفراج عن أربعة أطفال وعشرات المعتقلات من سجون النظام. واتهمت منظمة «العفو الدولية» النظام بارتكاب «جرائم حرب» في مخيم اليرموك، واستخدام «سلاح الجوع» وحصار المدنيين. (للمزيد)
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس عن «قصف القوات النظامية مناطق في حي الوعر في حمص وأماكن في منطقة الحولة ومدينة تلبيسة ومنطقة عنق الهوى في المخرم في ريف حمص»، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات «الدفاع الوطني» من جهة ومقاتلي «جند الشام» و»الكتائب الإسلامية المقاتلة» في محيط بلدة الحصن في ريف حمص الغربي.
وفي دمشق، دارت مواجهات بين القوات النظامية مدعمة بقوات «الدفاع الوطني» ومسلحي «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي كتائب اسلامية من جهة أخرى في منطقة ريما وأطراف بلدة السحل، وسط تنفيذ الطيران الحربي خمس غارات جوية على مناطق الاشتباكات ومناطق في يبرود ترافق مع قصف القوات النظامية على المنطقة ومداخل المدينة، وفق «المرصد».
وتوقف الطيران عن قصف بعض مناطق يبرود وريف حمص مساء اول من امس، لاستكمال تنفيذ صفقة إطلاق 13 راهبة وثلاث مساعدات لهن من دير مار تقلا في معلولا السورية بعد ثلاثة اشهر على احتجازهن. ووصلن صباح امس الى دمشق بموجب وساطة لبنانية - تركية - قطرية شملت اطلاق 148 معتقلة وأربعة أطفال من سجون النظام.
وأثار حديث إحدى الراهبات في شكل ايجابي عن طريقة تعامل «جبهة النصرة» الكثير من الجدل خصوصاً في أوساط مؤيدين للنظام السوري. وكانت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف قالت للصحافيين لدى وصولها الى الطرف السوري من الحدود مع لبنان ليل الأحد - الاثنين، ان أياً من المفرج عنهن لم تتعرض الى سوء خلال فترة احتجازهن منذ مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأوضحت «جميعنا، الأشخاص الـ 16 الذين كنا هناك، لم نتعرض لأي مساس بنا او سوء. المعاملة كانت جيدة، حسنة والجبهة (النصرة) كانت معاملتها جيدة معنا وكانت توفر لنا كل طلباتنا». وقوبل هذا الكلام بانتقاد من موالين للنظام الى حد ان بعضهم اتهم الراهبة سياف بـ «الخيانة».
ونفى «أبو مالك الكويتي» وهو «أمير جبهة النصرة في القلمون» تسلم التنظيم أموالاً مقابل إطلاق الراهبات. وكتب على الإنترنت انه طلب اطلاق 950 امرأة معتقلة، لكن تم الإفراج عن 152 منهن فقط.
الى ذلك، اتهمت «منظمة العفو الدولية» أمس قوات الأسد باستخدام الجوع كـ «سلاح حرب» ولا سيما في حصارها لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق. وقالت» في تقرير بعنوان «خنق الحياة في اليرموك: جرائم حرب ضد مدنيين محاصرين»، إن حوالى 200 شخص فارقوا الحياة في المخيم الفلسطيني بسبب نقص الغذاء والدواء، بينهم 128 جوعاً، منذ شدد الجيش النظامي حصاره على المخيم في تموز (يوليو) 2013 مانعاً بذلك إدخال الأغذية والأدوية إلى آلاف المدنيين. وأضاف التقرير أيضاً إن «القوات السورية ترتكب جرائم حرب باستخدامها جوع المدنيين كسلاح حرب»، مشيراً إلى «شهادات لعائلات اضطرت إلى أكل قطط وكلاب، ومدنيين أصيبوا برصاص قناصة بينما كانوا يبحثون عن شيء يأكلونه».
إلى ذلك، قالت جمعية «انقذوا الأطفال» الخيرية أمس إن أطفالاً حديثي الولادة يتجمدون حتى الموت في حضانات المستشفيات ويقطع أطباء الأطراف للحيلولة دون نزيف مرضى حتى الموت بالإضافة إلى ارتفاع حالات شلل الأطفال.