تنديد دولي بتفجيري طرابلس لبنان الداميين
أدان مجلس الأمن الدولي "الاعتداءات الإرهابية" في مدينة طرابلس شمال لبنان، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة الانفجارين اللذين استهدفا مسجدي التقوى والسلام إلى 45 قتيلا وأكثر من خمسمائة جريح، وسط إدانات من المكونات السياسية اللبنانية، ومخاوف من تمدد العنف في لبنان
وتبنّى مجلس الأمن الدولي مشروع بيان اقترحته فرنسا دان فيه أعضاؤه بشدة "الاعتداءات الإرهابية" في طرابلس، وتقدّم الأعضاء بالتعازي إلى عائلات الضحايا، وعبّروا عن تعاطفهم مع جرحى هذا "العمل الشائن"، ومع الشعب والحكومة اللبنانية.
وجدد البيان التأكيد على أن "الإرهاب بكل أشكاله وتجلياته يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين"، وأكد على ضرورة جلب منفذي التفجيرين للعدالة، ودعا اللبنانيين جميعا للحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة المساعي لتقويض استقرار لبنان.
وشدد البيان على أهمية "احترام كل الأطراف اللبنانية سياسة النأي بالنفس، والامتناع عن التورط في الأزمة السورية بما يتماشى مع التزامات إعلان بعبدا".
وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون دان التفجيرين، داعيا كل الأطراف إلى التحلي بضبط النفس، والبقاء موحدين ودعم مؤسسات الدولة وخصوصا القوات الأمنية في الحفاظ على الهدوء والنظام في طرابلس وكل البلاد، وفي تفادي تكرار مثل هذه الأعمال المدمرة.
فتنة طائفية
وعلى صعيد ردود الفعل المحلية، قال الرئيس اللبنانيميشال سليمان إن تفجيري طرابلس أتيا ضمن مسلسل تفجيري فئوي، وقال بيان رئاسي إن سليمان اعتبر أن ما حصل في طرابلس "ضمن مسلسل تفجيري فتنوي يستهدف الوطن ككل، وهو استهدف اليوم المواطنين العزّل والأبرياء لدى خروجهم من دور العبادة في طرابلس".
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، غدا السبت يوم حداد عام على أرواح الضحايا الذين سقطوا في انفجاري طرابلس، مسقط رأس ميقاتي.
من ناحيته حذر مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني اللبنانيين من "أن تنسيهم خلافاتهم عدوهم الإسرائيلي وما يكيده لهم من تقسيم وشرذمة"، وأهاب باللبنانيين في كلمة وجهها مساء اليوم "مواجهة الفتن بالتعالي على الجراح"، واصفا التفجيرات بأنها دعوة لهم للاقتتال سنة وشيعة.
بدوره، رأى وزير الدفاع فايز غصن أن العمل الإجرامي في طرابلس هو لإشعال الفتنة بين كل اللبنانيين.
وأشار غصن إلى "أن هناك مسلسلاً من الإرهاب بواسطة سيارات مفخّخة تنطلق من أمكنة معينة وتضرب أينما كان"، وقال "نحن ذاهبون في اتجاه الدمار والوادي السحيق والنار، وعلى الجميع الوعي وتدارك الفتنة".
كما دان حزب الله التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا المواطنين الأبرياء في مدينة طرابلس، وقال في بيان "إن هذين التفجيرين الإرهابيين يأتيان ترجمة للمخطط الإجرامي الهادف إلى زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين وجرهم إلى اقتتال داخلي، تحت عناوين طائفية ومذهبية، بما يخدم المشروع الإقليمي الدولي الخبيث الذي يريد تفتيت منطقتنا وإغراقها في بحور الدم والنار".
تفجيران قويان
وكانت حصيلة الانفجارين القويين قد ارتفعت إلى 42 قتيلا وأكثر من خمسمائة جريح، وهي أعداد مرشحة للازدياد نظرا لكثرة الحالات الخطرة بين المصابين.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار الأول وقع قرب مسجد التقوى بطرابلس، بينما وقع الثاني على مدخل جامع السلام عند معرض رشيد كرامي، بالقرب من منزل الرئيس ميقاتي والنائب سمير الجسر واللواء أشرف ريفي.
وأعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أن "زنة العبوة المفجّرة أمام مسجد السلام بطرابلس تصل إلى نحو مائة كيلوغرام، فيما العبوة الثانية أمام مسجد التقوى لم تحدد زنتها بعد". ويُشار أن الانفجارين قد وقعا بالتزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة في ثاني أكبر مدن لبنان.
ضبط النفس
وطالب الشيخ سالم الرافعي، إمام مسجد التقوى ورئيس هيئة علماء المسلمين وواحد من الشخصيات الداعمة للثورة السورية، "بضبط النفس وعدم التسرع بأية ردود فعل"، مشيرا إلى تحذير سابق له من قبل بعض الأمنيين بأنه على لائحة الاغتيال.
كما رفض إمام مسجد التقوى التعليق على الحدث، وفضل انتظار نتائج التحقيق "لأن أي اتهام قد يترتب عليه تصعيد".
وحول أعداد ضحايا الانفجار، قال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة "إن الأعداد مرشحة للارتفاع نظرا لوجود العديد من الحالات الحرجة في صفوف المصابين كالحروق والإصابات بالرأس".
وتشهد طرابلس بين الحين والآخر توترات أمنية واشتباكات مسلحة يتم تطويقها بتدخل الجيش الذي اتخذ الأيام الأخيرة إجراءات أمنية مشددة في المدينة.
وكانت مصادر أمنية أعلنت الأحد الماضي أنها ضبطت سيارة محملة بالمتفجرات، واعتقلت أربعة أشخاص يشتبه في إعدادهم قنابل، وذلك بعد ثلاثة أيام من تفجير أوقع عشرات القتلى والجرحى بالضاحية الجنوبية في بيروت.
المصدر:الجزيرة + وكالات