مرسوم تنفيذي يستحدث مندوبيات بكل الولايات عدا العاصمة
"رئيسان" لكلّ بلدية.. وهذه شروط تعيين "المير الثاني" ومهامه
أمرت الحكومة باستحداث مندوبيات على مستوى بلديات الوطن باستثناء الجزائر العاصمة، يُشرف على تسييرها مندوب بلدي، يُعين من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي، على أن يتولى مهمة تسيير تلك الملفات المتعلقة بالمرافق العمومية، على غرار النظافة العمومية، صيانة الطرقات والإنارة، النقل، المطاعم المدرسية وصيانة المساحات الخضراء والمقابر وغيرها من المهام التي كانت سابقا تحت وصاية "الأميار".
أعادت الحكومة أخيرا النظر في طريقة تسيير شؤون الجماعات المحلية، عبر مرسوم تنفيذي وقعه الوزير الأول عبد المالك سلال، يحدد كيفيات إنشاء المندوبيات البلدية وتعيين حدودها وكذا قواعد تنظيم المندوبيات والملحقات البلدية وسيرها.
ويقتسم "عرفيا" رئيس البلدية ومندوبه، صلاحيات تسيير الملفات اليومية للجماعات المحلية شريطة أن يكون الأول منتخبا والثاني معينا من طرفه.
وباستثناء بلديات ولايات الجزائر العاصمة، يمكن للبلديات أن تُنظم في مندوبيات يحدد عددها وحدودها بالنظر إلى الخصائص الجغرافية والديمغرافية والحضرية للبلدية، وكذا ضرورة الخدمة العمومية.
فبالنسبة إلى البلديات الحضرية الكبرى مثلا يؤخذ بالحسبان انسجام المنطقة المحددة في الجانب العمراني وطبيعية الحاجات في مجال المرافق العمومية، أما البلدية ذات الامتداد الجغرافي الشاسع فالمعيار هو التجمعات الثانوية الموزعة عبر إقليمها ونطاقات تأثيرها.
الأميار يختارون مندوبيهم عبر مداولات ترسل إلى الوالي ووزير الداخلية
وتتم المصادقة على إنشاء المندوبيات البلدية بموجب مداولة للمجلس الشعبي البلدي على أساس دراسة مسبقة تعدها البلدية بالتشاور مع المصالح غير المركزية المؤهلة للدولة.
وتلحق المداولة المحددة لعدد المندوبيات البلدية وحدودها بمخطط بياني يوضح حدود كل مندوبية بلدية مزمع إنشاؤها، وتقرير يُبين بالنسبة لكل مندوبية بلدية على الخصوص، ممتلكات المندوبية البلدية وعدد السكان والمنشآت والتجهيزات الجماعية الواقعة ضمن اختصاصها الإقليمي. على أن ترفق المداولة بوضعية توضح عدد الملحقات البلدية الموجودة في إقليم البلدية وتوزيعها الجغرافي.
ويتعين على المجلس الشعبي الوطني أن يتداول بعد صدور المرسوم، حول المرافق العمومية المخولة لكل من المندوبيات البلدية وتعيين المندوبين البلديين. ويمكن لرئيس البلدية استخلاف المندوب الخاص ضمن نفس أشكال تعيينه.
الملفات اليومية للمواطنين تحت مجهر المندوبية
وتتكفل المندوبية المنشأة بجميع انشغالات السكان في كل الميادين، في مقدمتها الحالة المدنية وتنقل الأشخاص والممتلكات، وكذا السهر على النظافة العمومية وحماية البيئة، بالإضافة إلى صيانة الطرقات والإنارة العمومية، فضلا عن صيانة المساحات الخضراء والمقابر والعتاد الحضري وصيانة الفضاءات الترفيهية. كما تتولى مهمة الإشراف على النقل والمطاعم المدرسية والمؤسسات الاجتماعية والتربوية، الثقافية، والرياضية.
ويتشاور المندوب البلدي مع المواطنين القاطنين في إقليم المندوبية، ويعلم رئيس البلدية بانشغالاتهم، ويقدم تقريرا شهريا عن نشاطاتها ووضعية تسيير المرافق العمومية المفوضة له.
وتزود المندوبية حسب نص المرسوم، بمقر ومستخدمين إداريين وتقنيين مؤهلين وكذا وكالة إيرادات ونفقات. ويساند المندوب متصرف يعينه رئيس البلدية ويختاره من بين الإطارات الإدارية والتقنية على أساس كفاءته وخبرته. وينسق المتصرف وينشط عمل جميع الموظفين المحولين إلى المندوبية البلدية.
الملحقات البلدية لتسليم الوثائق الإدارية
ونص المرسوم التنفيذي على أن تتولى الملحقات البلدية مهام المرفق العمومي الإداري، أي تسليم ومعالجة طلبات وثائق الحالة المدنية، كما تكلف الملحقة بتوجيه وإعلام المواطنين حول مختلف الإجراءات الإدارية. لكن في حال إنشاء البلديات لمندوبيات يتم تلقائيا إلغاء الملحقات الواقعة ضمن النطاق الإقليمي المعين. ويندرج قرار الحكومة بالعودة إلى اعتماد نظام المندوبيات بالبلديات، في إطار الإجراءات الجديدة المتخذة مؤخرا، بحثا عن موارد مالية لإنعاش خزائن الجماعات المحلية.
المصدر : echoroukonline.com