هجمات القراصنة قد توقف إنتاج الغاز والبترول
منشآت النفط الجزائرية غير مؤمنة إلكترونيا
رفضت لجنة صفقات مجمع سوناطراك، مؤخرا، التأشير على صفقة لاقتناء نظام مضاد للفيروسات تحت ضغط فضائح سوناطراك وبسبب خوف أعضاء اللجنة من التبعات القانونية للتأشير على صفقة تتضمن منح امتياز لشركة متخصصة في إنتاج البرامج الإلكترونية المضادة للفيروسات، هي الوحيدة التي تمتلك مضادات لفيروسات متقدمة متخصصة في الهجوم على الأنظمة الإلكترونية في مضخات ومصافي النفط وخطوط النقل.
لجأت مديرية الإعلام الآلي في مجموعة سوناطراك إلى حلول مبتكرة، وشددت إجراءات المراقبة والأمن كحل مؤقت بعد أن رفضت لجنة صفقات مجموعة سوناطراك التأشير على صفقة لاقتناء نظام مضاد للفيروسات وهجمات قراصنة الانترنت، من شركة عالمية متخصصة في إنتاج أنظمة الأمن الإلكتروني، وقال مصدر عليم للغاية إنه لولا الإجراءات التي اتخذت من قبل مصالح الإعلام والآلي وخبراء الوقاية من الفيروسات على مستوى مجموعة سوناطراك، لكان إنتاج النفط والغاز الجزائري توقف من جراء الفيروسات التي تكتشف يوميا تقريبا في بعض محطات النفط والغاز التي تسير بأنظمة كمبيوتر شديدة التعقيد، وأضاف أن مصالح الإعلام الآلي ضاعفت من إجراءات الحماية للدرجة القصوى، لكن يبقى هذا حلا غير كاف، لأن كل شبكة إنتاج ونقل النفط والغاز في الجزائر هي ضعيفة نسبيا أمام هجمات القراصنة، ما قد يؤدي إلى توقف إنتاج النفط والغاز أو توقف النقل بالأنابيب الذي يسير بأنظمة علام آلي. وتتخصص أنظمة مكافحة الفيروسات والتصدي لهجمات القرصنة التي ألغيت صفقتها في مكافحة الفيروسات الخطيرة، خاصة فيروس ”ستوكسنت” الذي لا تكفي معه إجراءات الحماية من الفيروسات التي تمنع الربط الإنترنت وإدخال أجهزة الذاكرة إلى مواقع إنتاج ونقل النفط والغاز في الحماية منه، حيث سجلت عدة هجمات بهذا النوع من الفيروسات بشركة أرامكو بالعربية السعودية، كما سبق أن تسببت هجمات فيروسية في خسائر فادحة لقطاع إنتاج النفط في إيران.
وكانت لجنة صفقات مجموعة سوناطراك قد رفضت التأشير على الصفقة التي تضمنت إشارة مباشرة لشركة ومتخصصة في إنتاج برمجيات مكافحة الفيروسات، بحجة أن ذكر اسم الشركة في دفتر الشروط يعد خرقا لقانون الصفقات، ويعني أن الشركة هذه حصلت على أفضلية غير قانونية، وجاء هذا حسب مصادر من داخل مجموعة سوناطراك تحت ضغط المتابعات القضائية التي يتعرض لها إطارات من الشركة في إطار التحقيق حول فضيحة سوناطراك 2، وقال مصدرنا إن لجنة الصفقات اختارت تطبيق القانون بحذافيره دون أي اجتهاد على حساب حماية الشركة من أكبر تهديد قد تتعرض له، وأضاف أن الإشارة إلى الشركة المنتجة لبرمجيات الكمبيوتر والأمن الالكتروني يعود لسبب بسيط، هو أنها الوحيدة التي تنتج مثل هذه البرمجيات المتطورة على مستوى العالم. كما أن التأخر في التعاقد سيعني أن سوناطراك حتى في حالة عدم تعرض منشآتها لهجمات فيروسية، ستتحمّل أعباء مادية كبيرة تفرضها الشركات التي تحتكر بعض الصناعات. وقد كررت لجنة صفقات مجموعة سوناطراك نفس الإجراء في حالات تعاقد مع شركات أمريكية كبرى متخصصة في إنتاج أنواع من التجهيزات لا تتوفر على مستوى العالم أجمع، وهو ما تسبب لمجموعة سوناطراك في خسائر مالية كبيرة، ما يعني ضرورة مراجعة الإجراءات والقوانين.