الخشوع في الصلاة

حين تشعر بأنك لا تخشع في صلاتك فاعلم بأنّ هناك حياة في قلبك، لأنك مهتم بصلاتك غاية الاهتمام، وتريد أن تؤديها بالشكل الصحيح، ولكن مشكلة عدم الخشوع في الصلاة، ليست مشكلة خاصة، بل هي مشكلة أغلب الناس وأكثرهم، وهذا أمر واقع، لكن الناس يختلفون في الشعور بهذه المشكلة، فمنهم من لا يجد أّن هناك مشكلة في عدم الخشوع بالصلاة، بل ما يهم هو تأدية الحركات، أي الإتيان بسورة العبادة، ناسياً الخشوع، والتي هي روح العبادة، فمن يهتم بهذا الأمر، ويُقلقه أنه لا يخشع في صلاته، فهذا إنسان قلبه حي، ويطمح إلى الدخول لجنة عدن، حيث إنّ بعض أهل التفسير قالوا: أن الله عزّ وجلّ لما خلق جنة عدن قال لها: انطقي، قالت: (قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون)، وهاتان هما الآيتان الأولى والثانية من سورة (المؤمنون)، إذا قد جعل الله عزّ وجلّ عنوان الفلاح الخشوع في الصلاة، فمن أراد الفلاح والأجر العظيم فلييحرص على خشوعه في كل صلاة، لأن روح الصلاة هي الخشوع والطمأنينة بها، فالصلاة الحقيقية أن يخرج الإنسان منها قد تأثّر قلبه.


كيف أخشع في صلاتي

حتى يرزقك الله الخشوع في الصلاة، لا بدّ لك من خشيته خارج الصلاة، وذلك بالوقوف عند حدوده، وإحسان الصلة به قبل الوقوف بين يديه، والانكسار قبل أن تأتي بيته، خالعاً عنك الكبر، فالله أعلم بك من نفسك، ولا تخفى عليه خافية، والخلق خلقه وهو أعلم بمن ينال حظ من يخشع بين يديه، وإلّا فلا تطمعن أن يرزقك الخشوع بين يديه، فقد رتب الله عزّ وجلّ على هذا الخشوع فلاح عظيم وجنة عالية.
لا تدخل إلى الصلاة مباشرة، قم بأداء صلاة السنة، ثمّ قم بالدعاء بين الاذان والاقامة، ثم اقرأ شيئاً من القرآن، واصرف الدنيا عنك.
عند أداء الصلاة تهيأ للوقوف بين يدي الله، بحيث تقف ذليلاً، خاشعاً، محققاً بذلك معنى العبودية لرب العالمين في القيام والقعود، واعتقد جازماً بأن هذه هي صلاتك الأخيرة التي ستصليها في حياتك، قم بالصلاة صلاة مودّع، انظر إلى الموت أمامك، وتخيل قبرك، واستشعر بأن الله عزّ وجلّ يستقبلك في الصلاة، ثم كبر.
الاطمئنان عند تأدية أركان الصلاة، فعندما تقرأ الفاتحة تدبر معانيها، وعندما تركع تطمئن، وعندما تسجد تطمئن، أي أن تعطي جميع الحركات التي تؤديها في الصلاة حقها، ولا تقرأ نفس السورة في كل ركعة، احفظ القرآن وغيّر السور، واعرف تفسيرها حتى تتدبر ما تقرأ في الصلاة، وحاول تغيير أذكار الركوع والسجود فالسنة فيها أذكار متعددة.
عدم الالتفات، ودوام النظر إلى موضع السجود، ومن ألهاه الشيطان في الصلاة فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.