{{قصة توبة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه}}
{ للأمانة...الكاتب :: موقع طريق الإيمان}
تعال معي عزيزي القارئ أن نتعرف على هذه الشخصية التي كان لها الأثر الكبير على نصرة الإسلام وعز المسلمين، تعالوا لنعرف سيرة الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل، عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
كان عمر بن الخطاب قوياً غليظاً شجاعاً ذو قوة فائقة وكان قبل إسلامه أشد عداوة لدين الله وكان من أشد الناس عداوة لرسول الله ولم يرق قلبه للإسلام أبداً، وفي يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب قتل سيدنا محمد فسن سيفه وذهب لقتل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وفي الطريق وجد رجلاً من صحابة رسول الله وكان خافياً لإسلامه، فقال له الصحابي إلى أين يا عمر؟ قال عمر ذاهب لأقتل محمداً، فقال له الصحابي: وهل تتركك بنى عبد المطلب؟ قال عمر للصحابي الجليل أراك اتبعت محمداً؟! قال الصحابي لا، ولكن اعلم يا عمر قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله، فأبدأ بآل بيتك أولاً، فقال عمر: من؟ قال له الصحابي: أختك فاطمة وزوجها اتبعوا محمداً، فقال عمر أو قد فعلت؟ فقال الصحابي: نعم، فانطلق عمر مسرعاً غاضباً إلى دار سعيد بن زيد زوج أخته فاطمة - رضي الله عنها -، فطرق الباب وكان خباب بن الأرت يعلم فاطمة وسعيد بن زيد القرآن، فعندما طرق عمر الباب فتح سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر وقال له: أراك صبأت؟ فقال سعيد: يا عمر: أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟ فضربه عمر وأمسك أخته فقال لها: أراكي صبأتي؟ فقالت: يا عمر: أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟ فضربها ضربة شقت وجهها، فسقطت من يدها صحيفة (قرآن) فقال لها: ناوليني هذه الصحيفة فقالت له فاطمة -رضى الله عنها-: أنت مشرك نجس اذهب فتوضأ ثم اقرأها، فتوضأ عمر ثم قرأ الصحيفة وكان فيها : ( طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)) سورة طـه، فاهتز عمر وقال: ما هذا بكلام بشر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وقال دلوني على محمد، فقام له خباب بن الأرت وقال أنا أدلك عليه، فذهب به خباب إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم، فطرق الباب عمر بن الخطاب، فقال الصحابة: من؟ قال: عمر، فخاف الصحابة واختبؤا، فقام حمزة بن عبد المطلب، وقال: يا رسول الله: دعه لي، فقال الرسول: أتركه يا حمزة، فدخل عمر فأمسك به رسول الله وقال له: أما آن الأوان يا بن الخطاب؟ فقال عمر: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعته مكة كلها، فكان إسلام عمر نصر للمسلمين، وعزة للإسلام، وكان رسول الله يدعوا له دائما ويقول: (( اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين)) وهما (عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام).
ومن هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته، وقام وقال لرسول الله: يا رسول الله: ألسنا على الحق؟ قال الرسول: نعم، قال عمر: أليسوا على الباطل؟ قال رسول الله: نعم، فقال عمر بن الخطاب: ففيما الاختفاء؟ قال رسول الله: فما ترى يا عمر؟ قال عمر: نخرج فنطوف بالكعبة، فقال له رسول الله: نعم يا عمر، فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا ويهللوا في صفين، صف على رأسه عمر بن الخطاب، وصف على رأسه حمزة بن عبد المطلب، وبينهما رسول الله يقولون: الله أكبر ولله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش، ودخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر، ومن الرسول، وصحابته -رضى الله عنهم-، ومن هنا بدأ نشر الإسلام علناً، ثم هاجر جميع المسلمون خفياً إلا عمر بن الخطاب هاجر جهراً أمام قريش، وقال: من يريد أن ييُتم ولده، وترمل زوجته، وتفقده أمه، فليأتي خلف هذا الوادي، فما تبعه أحد، خوفاًً منه - رضي الله عنه – وأرضاه.
قال فيه عبد الله بن مسعود: "مازلنا أعزة منذ أسلم عمر"
أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع