تعاني بعض النساء تزامنا وفصل الشتاء من تورم أصابع اليد والقدمين؛ تصاحبه التهابات في الأطراف ورغبة في الهرش، قبل أن تتضخم تدريجيًّا؛ وقد يتفاقم الوضع إلى غاية خروج سائل أبيض منها يشبه الماء، الأمر الذي قادنا للبحث في الموضوع للحد من انتشارها.
يرجع الدكتور"مولود كرو"، طبيب عام، حالة التورم هذه مع برودة فصل الشتاء لوجود خلل في الدورة الدموية الطرفية:"في هذه الحالة، العروق تضيق بسبب البرد وارتفاع نسبة الرطوبة، الأمر الذي يعيق وصول تدفق الدم إلى الأطراف بشكل كاف، سواء اليدين، الرجلين، الأذنين، الأنف، ونتيجة لهذا الخلل يحدث التورم الذي عادة ما تصاحبه حكة، برد ملحوظ واحمرار شديد" .
ويتوجب على المرأة التي تشتكي من هذه الحالة حسب محدثنا إتباع بعض الوسائل الوقائية بالدرجة الأولى لتفادي الإصابة والتي تتلخص في:"ارتداء قفازات وجوارب قطنية بمجرد الشعور ببرودة الجو، وتجنب تعريض يديها ورجليها للمياه شديدة البرودة، كما يجب تجفيفهما جيدًا بمجرد تعريضهما للماء، وبالنسبة للقدمين أنصح بتجنب ارتداء أحذية ضيقة كونها تساعد على وقف الدورة الدموية ومنع وصولها إلى القدمين، أما بالنسبة للقدمين والأنف فأنصح باعتمار قبعة دافئة صباحا والاستعانة بوشاح يوضع على الأنف لتدفئته". يمكن أيضًا أداء بعض التمرينات الخاصة بتنشيط الدورة الدموية الطرفية، مثل: ثني وفرك الأصابع، مع رفع الذراعين إلى أعلى.
وفي حال الإصابة بالتهاب جلدي حاد نتيجة التورم الذي يميزه لونه الأزرق وبرودة الأصابع طيلة اليوم مصحوبا بحرقة وحكة متواصلة أثناء الليل خاصة ينصح الطبيب بإتباع بعض الحلول الفيزيائية، والتي حددها في:"أنصح المصابين سواء من النساء أو الرجال بضرورة أخذ حمامات بالماء الدافئ المائل إلى السخونة بدرجة حرارة 35 درجة مئوية مضافا إليها ملعقتي طعام من ماء الأوكسجين الطبي لتهدئة التهيج لنطهر التقرحات التي قد تصاحب الحالة، كما يمكننا تسخين الأذنين والأنف وعمل عملية تدليك موضعية لها"مساج"بواسطة مادة الكحول الطبي وهذا بغرض فتح العروق المتقلصة، قبل الاستعانة بمرهم دهني غني بفيتامين"ألف"و"دال" وهي متوفرة في الصيدليات، لكن لابد من استشارة طبيب اختصاصي قبل الشروع في العلاج الذي يختلف من حالة لأخرى، وهنا لا ضرر في الاستعانة بمرهم"الفازلين"المناسب جدا لعلاج هذه الحالة"، ناصحا في الآن ذاته بضرورةممارسة الرياضة والتعرض لأشعة الشمس والهواء النقي وعلاج أي بؤر موجودة بالجسم.
ويمكننا الإشارة في الأخير أن أكثر الناس تعرضا للإصابة هم الأطفال وضعاف الصحة وأولئك الذين يعانون من دورة دموية ضعيفة، والمصابون بالأنيميا، علما أن الإناث أكثر استعداداً للإصابة من الذكور.