اتقوا الله.. "رشوة الملاعب" حرام ولا تطعموا أولادكم السّحت
بلغت درجة الشكوك التي تحوم حول "نظافة" و"شرعية" نتائج لقاءات الرابطة المحترفة الأولى حدودها القصوى هذا الموسم، خاصة في ظل التقارب "الغريب جدا" وغير المبرر بين كل الأندية في جدول الترتيب، والنتائج الغريبة في كل جولة، ما يحول النادي المهدد بالسقوط في جولة معينة إلى متنافس على اللقب بعد فوزين متتاليين، بالإضافة إلى عودة الحديث بقوة عن ظاهرة الرشوة وترتيب نتائج المباريات في الجولات الأخيرة، بعد ما فجرت قضية الحكم المساعد رزقان، الذي يبدو أنه حمل لوحده مسؤولية الفضيحة بعد أن فضل المسؤولون في الجزائر "خنق" القضية في مهدها دون تحمل التبعات.
وأخذ ترتيب نتائج المباريات منعرجا آخر للابتعاد عن الأعين، فالضالعون فيها يبتعدون عن استعمال الهواتف النقالة تفاديا للرقابة والأماكن العامة كالفنادق والمطاعم الفاخرة، كما كان معروفا في السابق لإبرام "الصفقات المشبوهة"، وأصبح الوسطاء الفاعلون الأكبر في ملف الرشوة بكرة القدم يضفون "المسحة الدينية" على لقاءاتهم المشبوهة ولو عن غير قصد، حيث أكدت مصادر "الشروق" أن بعض الصفقات تتم خلال صلاة الفجر بعيدا عن الأعين، حيث تلتقي بعض الأطراف بعد صلاة الفجر لإبعاد الشبهات من أجل ترتيب مثل هذه الصفقات، والغريب أنهم عادة ما يتفقون على الجلوس على طاولة الغذاء بعد صلاة الظهر للفصل في كل تفاصيل اتفاقاتهم المشبوهة، قبل أن تبلغ "المسحة الدينية" ذروتها عند برمجة كل لقاءات الرابطة المحترفة بعد صلاة العصر، وغالبا ما يصلي الضالعون في فضائح الرشوة وترتيب نتائج المباريات جماعة وقبل انطلاق مبارياتهم، التي تعرف نتائجها مسبقا، قبل أن يختموها بوجبة عشاء بعد صلاة العشاء للاحتفال بانتصاراتهم المزعومة، وكأن هؤلاء الأشخاص لا يدركون أن ما يفعلونه حرام شرعا وغير مقبول عقلا ومناف للأخلاق، ما حول بطولتنا إلى "قوية" بنظر الألمان والفيفا الذي لا يعرفون حقيقة ما يجري بداخل بطولتنا المسكينة وبطولة "طايوان" لدى غالبية الجزائريين، الذين يعرفون أن نتائج المباريات ليست "نتاج" عرق اللاعبين وفكر المدربين بل لـمنطق من يدفع أكثر.