معلومات العضو
معلومات إضافية الجنس : عدد المساهمات : 1826 نقاط : 2533 السٌّمعَة : 12 تاريخ الميلاد : 01/01/1997 تاريخ التسجيل : 31/07/2013 الموقع : algeria معلومات الاتصال | موضوع: الإعجاز العلمي للصوم الاعجاز العلمي في القرآن الكريم الإثنين 20 أبريل 2015 - 15:21 | |
| الإعجاز العلمي للصوم الاعجاز العلمي في القرآن الكريمالإعجاز العلمي للصومالاعجاز العلمي في القرآن الكريمتفسير آيات الصيام للعلامة ابن عثيمين
قال رحمه الله في تفسيره : عند قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُالصِّيَامُ كَمَا كُتِبَعَلَىالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْتَتَّقُونَ) (البقرة :183)
التفسير:
قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا }{183}سبق الكلام عليها. قوله تعالى: { كتب عليكم الصيام } أي فُرض؛ والذي فَرضه هو الله سبحانهوتعالى؛ و{ الصيام } نائب فاعل مرفوع؛ وهو في اللغة الإمساك؛ ومنه قولهتعالى:{إني نذرت للرحمن صوماً} [مريم: 26] يعني إمساكاً عن الكلام بدليلقولها: {فلن أكلم اليوم إنسياً} [مريم: 26] ؛ وأما في الشرع فإنه التعبدلله بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. قوله تعالى: { كما كتب }؛ «ما» مصدرية؛ والكاف حرف جر؛ وتفيد التشبيه؛ وهوتشبيه للكتابة بالكتابة، وليس المكتوب بالمكتوب؛ والتشبيه بالفعل دونالمفعول أمر مطرد، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون ربكم كماترون القمر ليلة البدر» التشبيه هنا للرؤية بالرؤية؛ لا للمرئيبالمرئي؛ لأن الكاف دخلت على الفعل الذي يؤول إلى مصدر. قوله تعالى: { على الذين من قبلكم } - أي من الأمم السابقة - يعم اليهود،والنصارى، ومن قبلهم؛ كلهم كتب عليهم الصيام؛ ولكنه لا يلزم أن يكونكصيامنا في الوقت، والمدة.
وهذا التشبيه فيه فائدتان:
الفائدة الأولى: التسلية لهذه الأمة حتى لا يقال: كلفنا بهذا العمل الشاقدون غيرنا؛ لقوله تعالى: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذابمشتركون} [الزخرف: 39] يعني لن يخفف عنكم العذابَ اشتراكُكم فيه - كما هيالحال في الدنيا: فإن الإنسان إذا شاركه غيره في أمر شاق هان عليه؛ ولهذاقالت الخنساء ترثي أخاها صخرا:ً] لولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي] وما يبكون مثل أخي ولكنأسلي النفس عنه بالتأسي]
الفائدة الثانية: استكمال هذه الأمة للفضائل التيسبقت إليها الأمم السابقة؛ ولا ريب أن الصيام من أعظم الفضائل؛ فالإنسانيصبر عن طعامه، وشرابه، وشهوته لله عز وجل؛ ومن أجل هذا اختصه الله لنفسه،فقال تعالى: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلاالصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي» قوله تعالى: { لعلكم تتقون } (123)؛ «لعل» للتعليل؛ ففيها بيان الحكمة من فرضالصوم؛ أي تتقون الله عز وجل؛ هذه هي الحكمة الشرعية التعبدية للصوم؛ وماجاء سوى ذلك من مصالح بدنية، أو مصالح اجتماعية، فإنها تبع.
الفوائد:
1) أهمية الصيام؛ لأن الله تعالى صدره بالنداء؛ وأنه منمقتضيات الإيمان؛ لأنه وجه الخطاب إلى المؤمنين؛ وأنّ تركه مخل بالإيمان.
2) فرضية الصيام؛ لقوله تعالى: { كتب{
3) فرض الصيام على من قبلنا من الأمم؛ لقوله تعالى: { كما كتب على الذين من قبلكم{
4) تسلية الإنسان بما ألزم به غيره ليهون عليه القيام به؛ لقوله تعالى: { كما كتب على الذين من قبلكم{
5) إستكمال هذه الأمة لفضائل من سبقها، حيث كتب الله عليها ما كتبعلى من قبلها لتترقى إلى درجة الكمال كما ترقى إليها من سبقها.
6) الحكمة في إيجاب الصيام؛ وهي تقوى الله؛ لقوله تعالى: { لعكم تتقون {
7) فضل التقوى، وأنه ينبغي سلوك الأسباب الموصلة إليها؛ لأن اللهأوجب الصيام لهذه الغاية؛ إذاً هذه الغاية غاية عظيمة؛ ويدل على عظمها أنهاوصية الله للأولين، والآخرين؛ لقوله تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتواالكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} [النساء: 131 [ويتفرع على هذه الفائدة اعتبار الذرائع؛ يعني ما كان ذريعة إلى الشيء فإنله حكم ذلك الشيء؛ فلما كانت التقوى واجبة كانت وسائلها واجبة؛ ولهذا يجبعلى الإنسان أن يبتعد عن مواطن الفتن: لا ينظر إلى المرأة الأجنبية؛ ولايكلمها كلاماً يتمتع به معها؛ لأنه يؤدي إلى الفتنة، ويكون ذريعة إلىالفاحشة؛ فيجب اتقاء ذلك؛ حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من سمعبالدجال أن يبتعد عنه حتى لا يقع في فتنته.
8) حكمة الله سبحانه وتعالى بتنويع العبادات؛ لأننا إذاتدبرنا العبادات وجدنا أن العبادات متنوعة؛ منها ما هو مالي محض؛ ومنها ماهو بدني محض؛ ومنها ما هو مركب منهما: بدني، ومالي؛ ومنها ما هو كفّ - ليتماختبار المكلف؛ لأن من الناس من يهون عليه العمل البدني دون بذل المال؛ومنهم من يكون بالعكس؛ ومن الناس من يهون عليه بذل المحبوب؛ ويشق عليه الكفعن المحبوب ومنهم من يكون بالعكس؛ فمن ثَم نوَّع الله سبحانه وتعالىبحكمته العبادات؛ فالصوم كف عن المحبوب قد يكون عند بعض الناس أشق من بذلالمحبوب؛ ومن العجائب في زمننا هذا أن من الناس من يصبر على الصيام،ويعظمه؛ ولكن لا يصبر على الصلاة، ولا يكون في قلبه من تعظيم الصلاة ما فيقلبه من تعظيم الصيام؛ تجده يصوم رمضان لكن الصلاة لا يصلي إلا من رمضانإلى رمضان - إن صلى في رمضان؛ وهذا لا شك خطأ في التفكير؛ لكن الصلاة حيثإنها تتكرر كل يوم صار هيناً على هذا الإنسان تركها؛ والصوم يكون عنده تركهصعباً؛ ولهذا إذا أرادوا ذم إنسان قالوا: إنه لا يصوم، ولا يصلي - يبدؤونبالصوم.
|
|