أعلنت انشقاقها عن دروكدال و”بايعت” أمير ”داعش”
التحقيق في صحة إنشاء ”جند الخلافة في الجزائر”
بدأ مختصون في متابعة فرع تنظيم القاعدة في العاصمة، وآخرون يعملون على متابعة البيانات الإلكترونية في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، التحقيق حول حقيقة البيان الصادر أول أمس، الذي أعلن من خلاله أمير المنطقة الوسطى في قاعدة المغرب عن التحاقه بتنظيم الدولة الإسلامية، وتأسيس ما يسمى ”جند الخلافة في أرض الجزائر”. لم يستبعد مصدر أمني تحدث لـ«الخبر”، أن يكون موضوع إنشاء منظمة ”جند الخلافة في أرض الجزائر” أو ما نشر في الأيام الأخيرة حول التحاق إمارة منطقة الوسط، وبعض سرايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، بتنظيم الدولة الإسلامية، مجرد ”بالون اختبار” أو ”عملية استخباراتية” تقف وراءها أجهزة أمن أجنبية لممارسة المزيد من الضغط على الجزائر، لتسهيل عمليات عسكرية غربية ضد الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا. غير أن الشك قد يتلاشى في الأيام القادمة في حال صدور بيان عن ”مؤسسة الأندلس”، الذراع الإعلامي لقاعدة المغرب الإسلامي، يؤكد صحة الخبر. وقال نفس المصدر إن احتمال أن يكون البيان قد صدر بالفعل من قبل أعضاء في تنظيم القاعدة في منطقة الوسط، وارد. كما أشار مصدرنا إلى وجود احتمال ثالث وهو أن يكون البيان قد صدر عن عدد من أعضاء جماعة الأنصار، وهو ما يسمى الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب التي تتخفى في المدن. وقال مصدرنا إن كل هذه الاحتمالات هي موضوع بحث الآن، في إطار تحقيق حول احتمال وقوع انشقاق في تنظيم القاعدة. وتشير مصادر مختلفة إلى أن الكثير من الأدلة تتجه إلى الفرضية الأولى، وهي أن البيان غير حقيقي، أهم هذه العوامل هو أن البيان لم ينشر في المواقع الرئيسية الأكثر مصداقية التي يتم فيها تداول بيانات الجماعات السلفية الجهادية، وهي 5 منتديات رئيسية، أحدها مقرب من تنظيم داعش والأربعة الأخرى تنشر مختلف بيانات فروع تنظيم القاعدة في العالم. كما أن البيان لم ينشر في أي من ”حسابات تويتر الموثقة”، وهي تعبير يستعمله السلفيون الجهاديون للتأكيد على أن هذه الحسابات لوحدها يمكن اعتبار المواد المنشورة بها موثقة. زيادة على ذلك، فإن طريقة إخراج البيان أي ”الغرافيكس” لا يحمل مواصفات وثائق الجماعات السلفية الجهادية. كما أن البيان تم تداوله في مواقع مقربة من جماعات جهادية لكنها ليست ذات مصداقية. والمثير في البيان هو لغته التي لا تتطابق مع لغة بيانات الجماعات الإرهابية. فهو مكتوب بأسلوب ركيك غير معهود في بيانات سابقة للإرهابيين. كما يتضمن عبارات أخرى يسهل لمختص كشفها، منها استنساخ عبارة ”انحراف القاعدة الأم” وهي عبارة وردت في بيان سابق نشر باسم قاضي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. ولم يحدث في السابق أن تم استنساخ عبارة من بيان سابق في بيان آخر صدر حديثا. كما أن البيان لم يشر إلى بيان سابق أصدره عثمان العاصمي قاضي القاعدة وعضو مجلس الأعيان، الذي أعلن تأييد البغدادي، وهو ما قد يؤكد فرضية أن البيان إما جاء مبتورا عن سياقه أو مصطنعا، من أجل تبرير تسهيلات عسكرية لفرنسا في الجزائر بمناسبة شن عمل عسكري في ليبيا.