المركز الوطني للدراسات والأبحاث وضعها في خانة الخطيرة
8 ولايات في الجزائر الأكثر عرضة للزلازل العنيفة
أعد المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء تقريرا مفصلا يحذر فيه من عشوائية بناء السكنات في الجزائر، مما يجعلها عرضة للسقوط والإنهيار، خاصة مع النشاط الزلزالي الكثيف الذي عرفته بلادنا في السنوات الأخيرة، حيث أدرجت 8 ولايات في خانة الخطيرة جدا والأكثر عرضة للهزات الأرضية العنيفة، والتي بإمكانها أن تعيد سيناريو بومرداس والشلف.
وضع المركز الوطني للدراسات والأبحاث في البناء شروطا جديدة لبناء وتشييد السكنات الجديدة تتماشى مع طبيعة مناخ كل منطقة في الجزائر، ويحمل المخطط الذي أعده المركز، خريطة جديدة اقترحتها على وزارة السكن تتعلق ببناء سكنات تراعي الخصوصيات المناخية لكل منطقة، سواء تعلق الأمر بالزلازل أو الفيضانات أو الحرائق، مع إخضاع جميع البنايات إلى مقاييس تقنية وقانونية منها دراسة واختيار الأرضية التي تنجز فيها هذه الأخيرة وتطبيق قانون البناء، من خلال عزل البناية عن الأرضية والتربة، حيث تمكن هذه التقنية التي لا تطبق على كل البنايات من التقليل من قوة الزلزال التي تنخفض مع البناء مثلما هي الحال مع مسجد الجزائر الكبير، الذي يتم بناؤه وفقا للمعايير المضادة للزلازل، وهو البرنامج المعتمد عليه في العديد من الدول المتقدمة.
وجاء المشروع النموذجي للسكن المصمم من طرف المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء، بعد الدرسات العديدة التي صنفت 8 ولايات ضمن خريطة المواقع المهددة بالنشاط الزلزالي، حيث أدرجتها في خانة الخطيرة جدا والأكثر عرضة للهزات الأرضية العنيفة، والتي بإمكانها أن تعيد سيناريو بومرداس 2003، كما صنفت بلديات جديدة بالجزائر العاصمة ضمن المناطق التي ستعرف نشاطا زلازاليا كثيف على غرار عين النعجة، بئر خادم، درارية، سحاولة بناء على طبيعة موقعها.
أما بخصوص المقاييس المعتمدة في تحليل الأخطار بالنسبة للمؤسسات الكبرى، فقد اعتمد المركز على تحليل الآثار المحتملة على السكان في حالة وقوع الكوارث الطبيعية وكيفيات تنظيم أمن المواقع، فضلا عن وصف الأماكن المجاورة للمشروع والمحيط الذي يتضرر في حالة وقوع حادث يشمل المعطيات الفيزيائية والجيولوجية والهيدروجينة والمناخية، إلى جانب الشروط الطبيعية على غرار الطبوغرافية ومدى التعرض لزلازل، خاصة أن النشاط الزلزالي المسجل في الجزائر، حسب الأرقام التي سجلها مركز البحوث في علم الزلازل وعلم الفلك والجيوفيزياء، خلال 12 سنة الأخيرة أي بين سنتي 1998 و2012 تشير إلى 8 آلاف هزة أرضية، لترتفع سنة 2014 إلى 10 آلاف هزة، أي بمعدل 3 هزات في اليوم و100 هزة في الشهر، مما يؤكد أن الجزائر فعلا مهددة بالمزيد من الهزات الأرضية العنيفة مستقبلا.