رؤساء الجزائر فشلوا في بناء دولة عصرية.. والإجماع التوافقي هو الحل
انتقد، أمس، رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش في ندوة نظمتها جريدة le quotidien d'Oran بفندق الحرية بوهران، فترة حكم الرؤساء السابقين، واعتبر أنهم فشلوا في إرساء مبادئ حقيقية لبناء دولة عصرية وحديثة، بالرغم من سعيهم في ذلك.
وقال حمروش، هناك جملة من المشاكل والعوائق والصراعات التي حالت دون بناء دولة عصرية، انطلاقا من فترة الحركة الوطنية أثناء الثورة التحريرية وبعد تحقيق الاستقلال، وصولا إلى الوقت الراهن، الذي نعيشه الآن، الذي يعتبره الرئيس الأسبق للحكومة، انعكاسا ومحصلة للفترات والمراحل التاريخية السابقة التي قطعتها الجزائر. هذا وعبر حمروش عن وجود عدد من المشاكل العميقة والأزمات الحاصلة على أكثر من صعيد، سواء ما تعلق بجانبها القانوني أو الاجتماعي أو الاقتصادي وحتى الثقافي، في ظل طريقة مبهمة في التسيير وتغييب العمل بالقواعد القانونية والدستورية على أكثر من وجه، حيث اعتبر المتحدث أن القوانين تأتي لحماية وتسهيل حياة المواطن وليس العكس.
وهنا تحدث حمروش عن ضرورة إيجاد ميكانيزمات وحلول حقيقية للتغيير لتذليل كل العقبات التي تقف في وجه تحقيق هذا المشروع، تضمن فيها حماية الحريات الجماعية والفردية وتكرس فيها المبادئ الحقيقية للديمقراطية وللدولة العصرية التي لا تقصي أي أحد مهما كان فكره أو توجهه وانتماؤه في ظل الفصل الحقيقي بين السلطات، حيث اعتبر حمروش أن المشكل اليوم الذي يطرح وهو كيف نستطيع تحقيق إجماع وطني كامل وشامل وحقيقي في ظل القمع والتهميش الموجود على أكثر من صعيد، خاصة ما تعلق بتهميش دور المعارضة، هذه الأخيرة التي اعتبرها ذات أهمية بالغة في تحقيق التوازن لدى الدولة العصرية، إلا أن السلطة حسبه رفضت الاستماع لنداء المعارضة ما جعله يعتبر أن الجزائر اليوم أصبحت تعيش أزمة حقيقية، وحتى دور الجمعيات والمجتمع المدني الذي تم تهميشه، وكلها هيئات لابد من إشراكها في تحقيق هذا الإجماع التوافقي.
وتحدث حمروش عن دور الجيش وعلى ضرورة مرافقته لتلك الإصلاحات المقترحة، حيث قال إن الجزائر اليوم لا تحتاج إلى التغيير بمفهومه الجاري الآن، ولكن هناك نقائص ومشاكل تستدعي التغيير، وهنا رأى ضرورة التمييز بين التحولات السلبية والإيجابية وهذه الأخيرة حسبه هي التي نتطلع إلى تحقيقها .