الجزائر تتجه نحو تعليق رحلاتها الجوية نحو ليبيا
الجيش يجلي مئات العائلات والتجار الجزائريين بالحدود الليبية
تتجه الجزائر نحو اتخاذ قرار الحظر المؤقت لحركة الملاحة الجوية باتجاه ليبيا، خصوصا بعدما أعلن الجيش حالة الاستنفار القصوى على طول الشريط الحدودي من خلال غلقها تماما.. فيما قام أفراد الجيش وحرس الحدود بإجلاء العديد من الجزائريين بينهم تجار وعائلات مقيمة في ليبيا. كما أقرت قيادة الجيش بالتنسيق مع الناحية العسكرية الرابعة بورڤلة، إنشاء خلية مركزية تعمل على التنسيق بين 67 وحدة عسكرية مشتركة.
أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة تسيير هياكل ومصالح مطار هواري بومدين، الطاهر علاش، في تصريح لـ "الشروق"، أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا ومع زيادة المخاوف من انتقال عدوى الاشتباكات الدامية إلى مدينة طرابلس، التي يتم حاليا تغطية الرحلات الجوية للخطوط الجوية الجزائرية نحوها بمعدل رحلتين أسبوعيا السبت والثلاثاء، انطلاقا من مطار هواري بومدين الدولي، سيتم إلغاؤها.
وهذا الإجراء الوقائي، يقول الطاهر علاش، من شأنه ضمان سلامة المتجهين نحو ليبيا في مثل هذه الظروف الخطيرة. وهو الإجراء نفسه الذي اتخذته الخطوط الجوية التونسية، التي ألغت رحلاتها المبرمجة إلى مطار مدينة بنغازي الليبية، نتيجة القرار الذي اتخذته السلطات الليبية والمتعلق بإغلاقها لمطار بنغازي ليومين إضافيين. كما قام الطيران المدني المصري باتخاذ نفس الخطوة.
ومن جهتها، فإن وحدات الجيش وحرس الحدود أجْلت العديد من الجزائريين بينهم عائلات مقيمة في ليبيا، إلى جانب عدد من التجار المترددين إليها، فيما طالبت العديد من العائلات التي تقيم بضواحي العاصمة الليبية طرابلس، بتدخل وزارة الخارجية الجزائرية، لإجلائها من ليبيا، بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة التي تسود في المنطقة.
وقال دحاش نور الدين، في اتصال هاتفي أجراه من ليبيا لـ "الشروق": "نحن 10 عائلات جزائرية نقيم هنا في ليبيا نناشد عبر "الشروق" وزارة الخارجية والسلطات الجزائرية التدخل في أسرع وقت ممكن لإجلائنا من بنغازي نظرا إلى الأوضاع الأمنية الخطيرة التي تحاصرنا منذ أزيد من 4 أيام".
وفي سياق متصل، أقرت قيادة الجيش بالتنسيق مع الناحية العسكرية الرابعة بولاية ورڤلة، إنشاء خلية مركزية تعمل على التنسيق بين 67 وحدة عسكرية مشتركة، مكلفة بفصل منطقة أزجل بالصحراء عن منطقة الطاسيلي بولاية إليزي على حدود مدن غدامس والدرج الليبية، بالإضافة إلى بلدات غات وبركات بنفس الدولة، أين تتحصن المجموعات الإرهابية التابعة لكتيبة المرابطين بزعامة مختار بن مختار في الوقت الذي أسرت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ "الشروق" أن هذا الأخير (مختار بلمختار) تنقل إلى الحدود الليبية، رفقة بعض الميليشيات المسلحة قصد رفع الخناق المفروض منذ أزيد من سنة على شبكات الدعم والإسناد وسرايا حركة التوحيد والجهاد.