أثار القرار الأخير لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، القاضي بإعادة انتشار أعوان الحرس البلدي كأعوان أمن ووقاية في مناطق نشاط إرهابي، استياء تنسيقية الحرس البلدي التي قررت تصعيد لهجة الاحتجاج والخروج إلى الشارع، مثلما قامت به، أمس، في ساحة الشهداء بالعاصمة، للمطالبة بتحويلهم إلى مناصب عمل ومناطق تحفظ كرامتهم.
اعتصم، أمس، أزيد من 250 عون حرس بلدي أمام مقر المندوبية الولائية في ساحة الشهداء بالعاصمة، احتجاجا على تحويل 64 زميلا لهم إلى المفرغة العمومية “حميسي” بمقطع خيرة، ورفع هؤلاء شعارات للتنديد بهذا “القرار التعسفي” في حقهم.
وقال المحتجون بأن “الوضع لم يعد يحتمل، بالنظر إلى أن المنطقة التي حوّلوا إليها تعرف نشاطا إرهابيا كغيرها من المناطق التي تم نشر زملاء لهم فيها ببعض الولايات”. وتابع هؤلاء “نريد أن نعمل كأعوان وقاية وأمن ولكن ليس بتعريض حياتنا للخطر، خصوصا أننا نرتدي نفس الزي الذي كنا ننتمي به إلى الحرس البلدي”.
وبعد ساعات من اعتصامهم، استقبل المندوب الولائي للحرس البلدي ممثلين عنهم، وقدموا له أرضية مطالبهم التي تتلخص أساسا في تحويلهم من مكان العمل بالمفرغة، ووعدهم هذا الأخير بتسليمها لوالي العاصمة للنظر فيها.
من جهته، حذر رئيس التنسيقية الوطنية للحرس البلدي، شعيب حكيم، من الوضع الذي يعانيه الأعوان الذين تم إعادة نشرهم في عدة مؤسسات عمومية للعمل كأعوان أمن ووقاية. وقال المتحدث، في اتصال معه، بأن “الاتفاق الذي تم توقيع محاضر اجتماعاته السابقة مع الداخلية كان يتوقف على أن المناصب التي سيحوّل إليها الأعوان يجب أن تحفظ لهم كرمتهم، لكن ما يحدث هو خلاف ذلك تماما”.
وتابع المتحدث “المناطق التي حوّل إليها البعض من أعوان الحرس البلدي تعرف نشاطا إرهابيا وهي تشكل خطرا على حياتهم، كما أنها غير مؤمنة بقوات الجيش، ما يجعل الأعوان اليوم في الواجهة”.
وانتقد ممثل أعوان الحرس البلدي مواقف وزارة الداخلية، مؤكدا بأن موجة الاحتجاج ستتوسع وسيكتسح الآلاف من أعوان السلك الشارع من أجل الدفاع عن كرامتهم، وندد بعدم استجابة الوصاية لمطالبهم التي نادوا بها لسنوات، مشددا أنهم ضحية القانون التشريعي للعمل وأنهم عانوا الكثير خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر قائلا “عانينا الكثير خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، لهذا نطالب الوزارة الوصية بأن تقدر المجهودات التي قمنا بها لا أن تعيدنا إلى نقطة الصفر”.