د. يحيى مصطفى كامل
إن النظام السوري لم يهزم أحدا ولم يقتل أحدا سوى شعبه، والحقيقة أن أبشع دلائل إجرامه هو دفع شعبه إلى صراعات الهوية الطائفية لكي يحافظ على بقائه، وفرضه على الجمهور العربي تلك الخيارت البشعة: أيقف مع ضربة له من العدو التقليدي، ‘الشيطان الأكبر أمريكا’، أم يصطف خلف ذلك النظام المجرم؟ وها هو الآن، كما عودنا دائما حين كان يعلن ‘احتفاظه بحق الرد’ مع كل اعتداء إسرائيلي يعلن استعداده تسليم كل أوراقه مستجديا السماح له بالاستمرار، ومؤكدا أنه لا يعدو كونه ورقة أو حبلا تتجاذبه أمريكا وروسيا وإيران. تصورا، هذا النظام الورقة التافه سفك كل هذه الدماء خلال ما يقارب أربعة عقود وتسبب في كل هذه التشوهات الاجتماعية والدمار لشعب لا نبالغ ولا نجامل حين نقول انه من أجمل وأكرم وأبدع شعوب العالم في أجمل وأجود بقاع الأرض.