أربع بطاقات .. الحلم العربي في مونديال البرازيل
■■ اكتب لكم من العاصمة الأردنية عمان التي ما زالت تعيش على وقع فرحة تأهل منتخب النشامى إلى الملحق العالمي أوالخطوة الأخيرة للتأهل لمونديال البرازيل 2014، بمواجهة خامس أمريكا الجنوبية ، وامكانية تحقيق حلم التأهل للمونديال بقيادة حسام حسن " قلب الأسد " وإلهام الأمير النبيل علي بن الحسين .
■■ كلماتي إليكم أكتبها بعد معرفتي بتفاصيل قرعة الدور النهائي الافريقي للتصفيات المؤهلة للمونديال ، ومفاجأة القرعة التي كنا نشك فيها كل مرة ونتهم القائمين عليها بالتلاعب ضد العرب ، وهو ما ثبت عدم صحته هذه المرة على الأقل ، بإبتعاد مسار الثلاثي العربي عن بعضهم البعض .
■■ أكتب لكم وأنا أعيش نشوة تفاؤل - ربما يكون غريباً نوعاً ما - تفاؤل بوصول السفراء الأربعة العرب،الأردن ومصر والجزائر وتونس إلى نهائيات مونديال الحلم في الريو دي جانيرو.
■■ وقد خدمت القرعة العرب الأفارقة بإبعادهم عن المواجهات المحتملة التي كانت نسبتها تصل إلى 40% لمنتخب مصر ، و20% لمنتخبي تونس أو الجزائر بمواجهة أحدهما للمنتخب المصري ، ولكن بحمد الله تغيرت المسارات ، وستلعب مصر أمام غانا، والجزائر أمام بوركينا فاسو، وتونس أمام الكاميرون .. والثلاني العربي سعيد جدا بهذه القرعة، التي ستجنبهم الحساسيات والمهاترات الإعلامية والجماهيرية والتي كان يشارك فيها أيضا المسؤولين واللاعبين ، وأعتقد رغم صعوبة المنافسين، فإن منتخبي مصر والجزائر بالذات هما الأسعد، لأن كل منهما سيخوض مباراة الذهاب خارج ملعبه، وستصبح المباراة الحاسمة في عاصمة بلاده .
■■ أما المنتخب التونسي الذي عاد إلى الحياة بقرار للفيفا بعد استبعاد الرأس الأخضر لخطأ مشاركة أحد لاعبيها الموقوفين ، فإن مواجهته للكاميرون خارج الديار في مباراة الإياب لا تعني شيئاً لمنتخب جاءته هذه الفرصة الذهبية ، بعد أن كان حلمه قد تلاشى ، وأظن أن عودة مدربه المستقيل نبيل معلول ستكون ضرورية جدا مع حسم الجدل والخلافات بينه وبين الاتحاد التونسي ، أما إذا كانت هذه العودة مستحيلة ، فأظن أن حسن شحاتة ألمع المدربين العرب والأفارقة في الحقبة الأخيرة هو البديل الأمثل، وليس الهولندي كرول مدرب الصفاقسي ، لأن شحاتة يعرف تماماً كيفية مواجهة المنتخبات الافريقية ذات البشرة السمراء وله العديد من المباريات التي قادها مع منتخب مصر ، وألحق فيها الهزائم بهذه المنتخبات .
■■ وياليت الأمريكي برادلي مدرب المنتخب المصري يستدعي هذه التجارب ، وينمي هذه الخاصية لدى منتخب الفراعنة ليحقق أمل المصريين في العودة لنهائيات المونديال ، بعد التأهل الأخير منذ مونديال 1990 ، على يد الراحل العظيم محمود الجوهري .
■■ أما المنتخب الأخضر الجزائري ، فلا شيء يخافه ، وهو قادر أيضا على قهر تحدي بوركينا فاسو ، ليكرر تأهله للمونديال للمرة الثانية على التوالي .
■■ ولمنتخب النشامى ، قصة أخرى ، فرغم ضعف امكانات تمويله بشكل كبير، فإن الفريق رفع رأس عرب آسيا وعوض خروج كبار العرب في تصفيات كانت هي الأسوأ لعرب آسيا الكبار الذين تساقطوا بشكل درامي إما في التصفيات التمهيدية ، أو بشكل محزن في التصفيات النهائية ، وصمد وحده منتخب النشامى ، وإستطاع أيضا أن يحقق غير المتوقع بالتأهل لمواجهة تحدي كبيرة امام خامس امريكا الجنوبية ، والذي قد يكون اوروجواي او فنزويلا في الغالب ، ويستطيع حسام بروحه الجسورة وطموحه الكبير ان يستغل أجواء التحدي وشجاعة النشامى لترجمة هذه الطموحات بالوصول إلى البرازيل .. ولعل لمشاكل التمويل وخطأ الفيفا في مواعيد الملحق قصة أخرى سأوضحها بإذن الله في مقال قريب.