بدأ يتضح شيئا فشيئا مدى تأثر اللاعبات الشابات في الولايات المتحدة بتألق الشقيقتين وليامز على مدار سنوات في ظل وجود عشر لاعبات في قائمة المئة الأوائل في التصنيف العالمي وقدرة عدة لاعبات صغيرات في السن على التقدم في البطولات الكبرى.
وتغلبت الشابة سلون ستيفنز (20 عاما) على مواطنتها الامريكية جيمي هامبتون في الدور الثالث لبطولة أمريكا المفتوحة يوم الجمعة في مواجهة بين زميلتين في الفريق الأمريكي لكأس الاتحاد لفرق السيدات.
وقال باتريك مكنرو المسؤول عن تطوير اللاعبين في الاتحاد الامريكي للتنس لرويترز على هامش البطولة "التوقعات عالية وهذه مجموعة رائعة بداية من سلون التي حققت أكبر نجاح."
وجذبت ستيفنز الاهتمام الكبير لوسائل الإعلام في وقت سابق هذا العام عندما فازت في دور الثمانية لبطولة أستراليا المفتوحة على سيرينا ثم وصلت إلى دور الثمانية في بطولة ويمبلدون هذا العام.
وفي الأسبوع الماضي حققت فيكتوريا دوفال (17 عاما) مفاجأة كبيرة عندما أطاحت بالأسترالية سمانثا ستوسور الفائزة بلقب أمريكا المفتوحة في 2011 من الدور الأول للبطولة كما قدمت عدد من اللاعبات عروضا قويا مثل ماديسون كيز وساشيا فيكري.
وقال مكنرو "الشيء الذي يسعدني حقا ليس فقط اننا نملك مجموعة من اللاعبات خلف سلون مثل كيز وساشيا وفيكي دوفال لكننا نملك مجموعة أخرى خلفهن."
ووصفت كريس ايفرت أسطورة التنس السابقة والمحللة التلفزيونية في قناة ئي.اس.بي.ان هذه المجموعة من اللاعبات الشابات بأنهن "واعدات جدا".
وقالت ايفرت لرويترز "إنه شيء مشجع جدا للتنس في امريكا. هذا الجيل يسطع بقوة وفي غضون عامين سيكون بوسعنا أن نجد أربع أو خمس لاعبات شابات من أمريكا في قائمة أول 20 مصنفة."
ولم تتوقف توقعات ايفرت عند هذا الحد بل قالت اللاعبة التي أحرزت 18 لقبا في الفردي بالبطولات الأربع الكبرى إن نجاح هؤلاء اللاعبات في البطولات الكبرى بات قريبا.
وأضافت "اعتقد ان بوسع سلون الفوز بلقب في البطولات الأربع الكبرى قريبا. أعتقد ان ماديسون كيز قادرة على الفوز بلقب كبير أيضا."
وترى ماري جو فرنانديز قائد الفريق الأمريكي في كأس الاتحاد لفرق السيدات أن ستيفنز هي الأبرز حاليا في مجموعة اللاعبات الصاعدات بقوة.
وقالت فرنانديز لرويترز "لقد أظهرت (ستيفنز) مدى قوتها عند التعرض لضغوط خاصة في البطولات الكبرى. لقد فازت على سيرينا وماريا (شارابوفا) هذا العام ولديها امكانيات متكاملة."
وأضافت "لديها السرعة والقوة وتتقدم إلى الأمام بشكل صحيح عندما ترغب في ذلك. يبقى أمامها فرصة كبيرة لمزيد من التطور."
وأشادت فرنانديز أيضا باللاعبة الصاعدة كيز البالغ عمرها 18 عاما وقالت إنها تملك مستقبلا واعدا بسبب قوتها وقدرتها على توجيه ضربال ارسال رائعة.
وقال مكنرو إن ما جعله يشعر بالتفاؤل بالمستقبل هو ظهور هذه المجموعة من اللاعبات الشابات.
وأضاف "لا أعرف ان كان من الممكن صناعة بطل في البطولات الأربع الكبرى لكن عند العودة إلى الاحصاءات يمكن التعرف على وجود مجموعة مميزة وستكون هناك فرصة كبيرة لصعودهم إلى المراكز المتقدمة."
واتفق مكنرو وايفرت وفرنانديز على أن الفضل في ظهور هذه المجموعة من اللاعبات يعود بشكل كبير إلى الأثر الذي تركته سيرينا وفينوس وليامز في نفوس اللاعبات الشابات بعدما أحرزت الشقيقتان 23 لقبا فيما بينهما في الفردي بالبطولات الأربع الكبرى.
وقالت ايفرت في اشارة إلى اللاعبات الامريكيات من أصل افريقي مثل ستيفن وكيز ودوفال وتايلور تاونسند وساشيا فيكري "بالنظر إلى هيمنة (الشقيقتين وليامز) على الألقاب والحياة المميزة التي تعيشها كل منهما فإن ذلك ألهم الكثير من اللاعبات لتطوير مستواهن."
وأضافت "هذا لا يتعلق باللاعبات الامريكيات من اصل افريقي فقط. التأثير بدأ يظهر (على الجميع)."
وقال مكنرو إنه لا يوجد شك في مدى تأثر اللاعبات الشابات بنجاح الشقيقتين وليامز.
وتأتي الشقيقتان وليامز ضمن سلسلة من أبرز اللاعبات الامريكيات في التنس بداية من ايفرت وحتى مارتينا نافراتيلوفا ومونيكا سيليش.
وما يوضح مدى قوة سيرينا (31 عاما) وفينوس (33 عاما) هو واقع أن آخر نجاح أمريكي في البطولات الأربع الكبرى بعيدا عن الشقيقتين تحقق عن طريق لينزي دافنبورت (بطولة امريكا المفتوحة 1998 وبطولة ويمبلدون 1999) وجنيفر كابرياتي (بطولة فرنسا المفتوحة 2001 وبطولة استراليا المفتوحة 2002).
ونشأ معظم الجيل الحالي من اللاعبات الشابات في أمريكا على مشاهدة سيرينا وهي تحرز لقبها الأول في البطولات الأربع الكبرى في امريكا المفتوحة في 1999 وفينوس تتوج ببطولة ويمبلدون في العام التالي.