معلومات العضو
معلومات إضافية الجنس : عدد المساهمات : 131 نقاط : 231 السٌّمعَة : 2 تاريخ الميلاد : 15/06/1990 تاريخ التسجيل : 10/07/2013 معلومات الاتصال | موضوع: تفسير سورة الانفطار السبت 31 أغسطس 2013 - 10:04 | |
| تفسير سورة الانفطار
بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾1
هذه السورة يبين الله -جل وعلا- في أولها ما يكون يوم القيامة، فقال -جل وعلا-: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾2 معناها: أن السماء تنشق وتزول، كما تقدم لنا، ثم قال -جل وعلا-: ﴿ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ ﴾3 معناها تساقطت وذهبت، وقد تقدم.
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴾4 أي: أنه هذه البحار يفجر بعضها على بعض، وتكون شيئا واحدا، فيختلف نظامها عن نظام الدنيا، وقد تقدم لنا قريبا.
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾5 أي: إذا القبور بحثت، ورفع عنها التراب؛ ليخرج منها العباد إلى الله -جل وعلا-.
قال الله -جل وعلا-: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾6 وهو معنى قوله -جل وعلا-: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ﴾7 ثم قال -جل وعلا- على سبيل التهديد: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾8 يعني: يا أيها الإنسان ما الذي خدعك بربك الكريم؟؛ لأن العبد لما رأى كرم الله -جل وعلا- عليه، وهو العبد الكافر، وأفاض النعم عليه أمن من مكر الله -جل وعلا-، واعتقد أن ذلك من رضا الله -جل وعلا-، أو أنه لا يكون على حاله شيء يغيرها بعد ذلك، فلما لم يعاجله الله -جل وعلا- بالعقوبة، بسبب كفره بالله -جل وعلا-، تمادى وانخدع، واستمر في كفره بالله -جل وعلا-.
والله -جل وعلا- وصف نفسه بأنه كريم، وهذا الوصف قال بعض العلماء: إنه يقتضي، أو فيه إشارة إلى أن سبب اغترار هذا العبد سببه كرم الله -جل وعلا-؛ لأن من كرم الله -جل وعلا- أن أكثر للعبد الخيرات، وأمده بها، ولم يقطعها عنه، ومن كرمه أن أعطاه هذه الخيرات بلا سبب منه، وأعطاه هذه الخيرات بلا عوض، وأعطاه هذه الخيرات وهو مقيم على معصيته، وذلك كله كرم من الله -جل وعلا-، فغر الإنسانَ هذا الكرم من الله -جل وعلا-.
والآية فيها التحذير من الاغترار بالله -جل وعلا-؛ لأن الانخداع بما يعطيه الله -جل وعلا- لعبده من النعم هذا من أعظم المكر بالعبد؛ لأن العبد إذا كان مقيما على معصية الله، والنعم تغدق عليه فإن هذا استدراج له، والمؤمن لا يأمن مكر الله -جل وعلا-؛ لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
ولهذا نهانا الله -جل وعلا- عن ذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾9 وبين -جل وعلا- في آية أخرى مرد المغترين بالله، كما قال الله -جل وعلا-: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ﴾10 إلى أن قال -جل وعلا-: ﴿ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾11 فبين -جل وعلا- في هذه الآية أن المغترين مآلهم إلى النار.
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾12 هذا وصف له -جل وعلا- بربوبيته؛ فهو -جل وعلا- هو الذي خلق الإنسان فسواه، وجعله مستوي الأعضاء، وأخرجه في أحسن صورة، كما قال الله -جل وعلا-: ﴿ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾13 .
وقال -جل وعلا-: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾14 .
وقال في سورة الكهف: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾15 .
وقال -جل وعلا-: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾16 في أول التغابن.
وقال -جل وعلا- في غافر: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾17 .
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾12 أي: أن الله -جل وعلا- يميل الإنسان ويصرفه إلى أي صورة يشاء الله -جل وعلا- أن يخرجه عليها، كما قال الله -تعالى-: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾18 .
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴾19 يعني: أن هؤلاء الكفار كانوا يكذبون بيوم الدين، وهو يوم القيامة. ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾20 يعني: أنه على كل عبد ملائكة، يكتبون ما يعمل من خير أو شر، كما قال الله -جل وعلا-: ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾21 .
وقال -جل وعلا-: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾22 .
وقال -جل وعلا-: ﴿ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾23 .
وقال -جل وعلا-: ﴿ كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ﴾24 فالملائكة يكتبون، جعلهم الله -جل وعلا- حفظة على العبد، يسجلون جميع ما يصدر منه من خير أو شر، كما قال الله -جل وعلا-: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾25 أي: يحفظونه بأمر الله، وقد أجمع أهل العلم على أن هؤلاء الملائكة يكتبون الخير والشر، وأما الشيء الذي ليس بخير ولا شر فقد اختلف العلماء؛ هل يكتب أو لا يكتب؟ وظاهر قول الله -جل وعلا-: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾26 يقتضي كتابة جميع ما يصدر عن الإنسان، من خير أو شر أو من مباح.
وهذه الآية لا تدل على أن الله -جل وعلا- لا يعلم ما يصنع العباد، بل الله -جل وعلا- يعلم ما يفعل العباد، وما تقوم به الملائكة، كما قال -تعالى-: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾27 ولكن الله -جل وعلا- جعل هؤلاء الكتبة يكتبون ما يصنعه العباد؛ ليواجههم به -جل وعلا- يوم القيامة في صحائف أعمالهم، حتى إذا ووجه العصاة به، قالوا: ﴿ مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾28 .
وهذا من تمام عدل الله -جل وعلا- وقد بين الله -جل وعلا- ذلك وفصله غاية التفصيل والإيضاح؛ فقال -جل وعلا-: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾29 .
فالله -جل وعلا- يعلم ما توسوس به نفس العبد، وهو -جل وعلا- أقرب إليه من الوريد الذي بين عاتقه وعنقه، ومع ذلك -جل وعلا- قال: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ﴾30 -يعني: الملكين- ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴾30 يعني: يتلقى الملكان جميع ما يصدر عن بني آدم، وهما مقاعدان مجالسان ملازمان له، لا ينفصلان عنه ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾26 فبين -جل وعلا- أنه يعلم ما توسوس به نفس العبد، وأي شيء أخفى من وسوسة نفس العبد، ومع ذلك أخبر -جل وعلا- أنه جعل هؤلاء الملائكة الذين يكتبون على العبد، وما ذاك إلا لكمال عدل الله -جل وعلا-، وإقامة الحجة على الخلق، وقطع المعاذير.
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾31 أي: إن الأبرار لفي خير وسعة ونعمة كثيرة، وهذه النعم التي لأهل الجنة كثيرة جدا؛ بينها الله -جل وعلا- في ذكر أوصاف أهل الجنة، وفي ذكر وصف الجنة، وأعلى ذلك النعيم: النظر إلى وجه الله -جل وعلا-.
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾32 أي: أن الكفار الذين هتكوا سترة الدين، هؤلاء يوم القيامة في جحيم، وهي النار.
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ﴾33 أي: يوم القيامة ﴿ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾34 أي: أنهم ماكثون فيها أبدا، كما قال الله -جل وعلا-: ﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾35 .
وقد تقدم بيان ذلك عند قوله -تعالى-: ﴿ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴾36 .
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾37 هذه العبارة تستعمل لتفخيم الشيء وتعظيم أمره، ولهذا تأتي في الأشياء العظام، كما قال -تعالى-: ﴿ الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ﴾38 ﴿ الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴾39 إلى آخرها.
فالشيء الذي يراد تعظيم أمره، وتفخيم شأنه فإنه يؤتى بمثل هذه العبارة، وهذه العبارة قال الله -جل وعلا-: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾40 ثم أكد هذا التعظيم بقوله: ﴿ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ﴾41 .
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ﴾42 يعني: أن كل نفس لا تملك للنفس الأخرى شيئا، لا تستطيع أن تقدم لها شيئا تدفع به عن نفسها العذاب، أو تزيد من صالحاتها؛ لأن كل نفس حينئذ مشغولة بنفسها.
ثم قال -جل وعلا-: ﴿ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾42 أي أن الله -جل وعلا- هو المتفرد بالأمر في يوم القيامة، ليس هناك أمر لأحد كائنا من كان مع الله، الدنيا فيها أوامر للبشر؛ الأب يأمر، والرئيس يأمر، والوزير يأمر، فيها أوامر، وإن كانت ليست كأوامر الله -جل وعلا-، وأما يوم القيامة فالأمر يتفرد به الله -جل وعلا- ﴿ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾42 كما قال الله -جل وعلا-: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ ﴾43 وقال -جل وعلا-: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ﴾44 فيجيب الله -جل وعلا- نفسه: ﴿ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾44 .
والله -تعالى- أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. |
|
معلومات العضو
معلومات إضافية الجنس : عدد المساهمات : 2119 نقاط : 2129 السٌّمعَة : 7 تاريخ الميلاد : 27/11/1999 تاريخ التسجيل : 03/08/2013 الموقع : algeria معلومات الاتصال | موضوع: رد: تفسير سورة الانفطار السبت 31 أغسطس 2013 - 17:17 | |
| |
|