إسرائيل تقصف لبنان رداً على صواريخ استهدفت أراضيها قصفت طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم موقعا في بلدة الناعمة جنوب بيروت، بعد ساعات من إطلاق جماعة جهادية صواريخ كاتيوشا على شمال إسرائيل من جنوب لبنان
نفذت طائرة حربية إسرائيلية فجر اليوم الجمعة غارة على موقع لفصيل فلسطيني موال لسوريا جنوب بيروت، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام. وقالت الوكالة إن "طيران العدو الاسرائيلي أغار فجر اليوم على موقع تابع للجبهة الشعبية- القيادة العامة في وادي الناعمة " الواقعة جنوب العاصمة. ويتزعم الجبهة أحمد جبريل، وهي معروفة بولائها للنظام السوري.
من جهته، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت هدفاً لما أسماه "المتشددين" في لبنان اليوم الجمعة، رداً على هجوم صاروخي عبر الحدود يوم أمس الخميس. في حين قال مصدر عسكري إسرائيلي إن "الموقع الإرهابي"، بحسب قوله، الذي قصف قريب من منطقة الناعمة بين بيروت وصيدا، لكنه لم يذكر على الفور تفاصيل أخرى.
إلى ذلك، أضاف المتحدث العسكري، بيتر ليرنر، في بيان صدر اليوم الجمعة "أن إسرائيل لن تتهاون في عدوان إرهابي منشأه أرض لبنانية". وكانت أربعة صواريخ أطلقت يوم أمس الخميس وقعت في شمال إسرائيل، دون أن تحدث أي إصابات.
وكانت جماعة "سايت" ومقرها الولايات المتحدة والتي تراقب المتشددين الإسلاميين، قالت إن كتائب "عبدالله عزام" وهي تنظيم مرتبط بالقاعدة أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
يذكر أنه لأول مرة منذ عامين، يتعرض شمال إسرائيل إلى قصف بأربعة صواريخ، أطلقت على الأرجح من جنوب مدينة صور. إلا أن منظومة القبة الحديدية التي نشرتها إسرائيل في المنطقة الشمالية اعترضت أحد الصواريخ، فيما أصاب صاروخ مستوطنة "جيشر هزيف" شمال مدينة نهاريا ليس بعيداً عن رأس الناقورة، وشظايا صاروخ آخر سقطت في تجمع سكني إلى الجنوب من نهاريا أيضاً، فضلاً عن سقوط الصاروخ الرابع في البحر.
أما نوع الصواريخ فجراد عيار 122 مليمتراً، وجاءت بعد أسبوعين من توتر أمني شهدته الجبهة الشمالية بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بانفجار عبوة بعد توغلهم في الأراضي اللبنانية، كشف في ما بعد حزب الله مسؤوليته عن وضعها. وتعتبر هذه المرة السابعة التي تتعرض فيها إسرائيل لقصف صاروخي منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي عام 2006.
تنظيم "جهادي" وليس حزب الله
ويدور الحديث في كواليس الاستخبارات الإسرائيلية مؤخراً عن دخول عناصر إلى جنوب لبنان، من هنا استبعدت مصادر الجيش الإسرائيلي سريعاً أن يكون حزب الله اللبناني من يقف وراء الاستهداف الصاروخي، وقدرت أن تنظيماً "جهادياً سنياً"، أطلق الصواريخ من منطقة تقع جنوب مدينة صور. وذهب بعض المحللين العسكريين في إسرائيل إلى اعتبار أن التنظيم المسؤول عن القصف سعى إلى تحقيق هدف مزدوج، الأول هو ضرب أهداف إسرائيلية، أما الثاني فمحاولة افتعال مواجهة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل، انتقاماً للقتال الذي يقوم به الحزب اللبناني إلى يمين قوات النظام السوري داخل سوريا.
وفي نفس السياق، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "باستهداف من يستهدف أو يحاول المس بإسرائيل." وكرر أن سياسته تقوم على الأداء المسؤول، بينما الجيش الإسرائيلي نفى أن يكون رد بقصف الأراضي اللبنانية الخميس، ولا يعتقد بأن الوضع قد يشهد تصعيداً نوعياً، مع ذلك زادت إسرائيل حال التأهب، وأغلقت الأجواء فوق حيفا أمام الطيران المدني. إسرائيل قدمت شكوى لقوات اليونيفل التي زار وفد منها المناطق التي تعرضت لسقوط صواريخ شمال إسرائيل.