معلومات العضو
معلومات إضافية الجنس : عدد المساهمات : 749 نقاط : 1002 السٌّمعَة : 1 تاريخ الميلاد : 05/04/1991 تاريخ التسجيل : 07/01/2016 معلومات الاتصال | موضوع: علامات حب الله للعبد الأربعاء 13 ديسمبر 2017 - 17:19 | |
| بعد أن أنزل الله عز وجل سيدنا آدم وأمّنا حواء عليهما السلام إلى الأرض لم يتركهما وذريتهما لوساوس الشيطان ولأهواء نفسهما إذ أعانهم الله عز وجل على هذه المغريات عن طريق أن بعث لهم الأنبياء والرسل بالمعجزات الواضحات والدلائل والبراهين على صدق نبوتهم وعلى وجود الله عز وجل، وهذا هو ما زرعه الله عز وجل في الفطرة السليمة التي فطر عليها الناس جميعاً، فآمن بالله عز وجل من آمن وكفر من كفر، فأما الذين آمنوا بالله عز وجل فهم من يحبونه أكثر من أي شيء آخر حتى من أنفسهم وأولادهم وأموالهم، والله عز وجل في الوقت ذاته يحبهم ويرحمهم أكثر ممّا تحبهم أمهاتهم وترحمهم وقد فاز من كان في ظل حب الرحمن إذ إن من نال هذه المرتبة العظيمة سيكون تحت رعاية الله عز وجل الذي هو فوق كل شيء. وكما يكون لحب البشر لبعضهم البعض علامات فإنّ لحب الله عز وجل لعباده اكبر العلامات وأوضحها، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي من علامات حب الله عز وجل لعبده إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله تعالى قال: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّاافْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ)، فمن أحبه الله عز وجل تصبح حركاته كلها بعناية إلهية، اي بعناية عالم الغيب وصاحب الأمر كله، فبذلك تكون كل خطواته وهمساته من الله وإلى الله فلا يصيبه مكروه إلّا وفيه فائدة له. وكما أن الإنسان يكون مجاباً عند من يحبه، يكون الإنسان مجاب الدعاء عند الله عز وجل إذا احبه، فإن استجابة الدعاء تعدّ من علامات حب الله للعبد، كما أنّ بعضاً ممّن أحبهم الله عز وجل تظهر عليهم بعض الكرامات والتي يشتهرون بين الناس بها في بعض الأحيان، أما علامة أخرى على حب الله عز وجل لعباده فهي اشتداد المصائب عليهم، ولكن اشتداد المصائب يكون في نهاية المطاف خيراً لهم، فالأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه هم أكثر من يحبهم الله عز وجل من مخلوقاته أجمعين، وهم في الوقت ذاته أشد المخلوقات مُصاباً فالله عز وجل يزيد من مصائب الإنسان والشدائد عليه كي يزيده إيماناً وتقرباً منه عز وجل، كما أنه يصيب الانسان بالشدائد ليغفر له ذنوبه فيلاقيه يوم القيامة بصفحة ناصعة البياض، فكما نعلم جميعاً أن المصائب والشدائد التي تصيب الإنسان تمسح ذنوبه، وهذه العلامات هي علامات قليلة وما خفي أعظم فمن نال حب الله عز وجل كان الفائز الاكبر في الحياتين. |
|