الاتحاد الأوروبي يتجاهل مأساة اللاجئين السوريين على شواطئه
شهراً تلو الآخر، تزداد الصعوبة أمام قادة الاتحاد الأوروبي في تفادي أزمة اللاجئين على شواطئ القارة الجنوبية. ووفاة أكثر من 350 لاجئاً تحطم قاربهم قبالة ساحل لامبيدوسا السنة الماضية أحدث صدمة قوية، لكن تلك المأساة لم تجلب إلا القليل من المساعدات. وإيطاليا واليونان منهمكتان باستيعاب تدفق اللاجئين من سوريا، إلى جانب تدفق غيرهم من أريتريا وليبيا.
وفي لامبيدوسا، أخفق الاتحاد الأوروبي حتى الآن في إظهار ما يعتبر رداً مناسباً على قضية إنسانية. وقلة من البلدان عرضت تقديم ملاجئ آمنة للاجئين السوريين، فيما رفضت أربع عشرة دولة أن تلعب أي دور في برنامج إعادة توطينهم.
وتلك البلدان بإمكانها بذل المزيد من أجل المساعدة دون تخفيف الرقابة على الحدود بالضرورة. ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعترض اللاجئين قبل انطلاقهم في البحر، ويقدم طرق دخول شرعية للعمالة الماهرة. وهذا على الأقل يمنح مسارا آمنا لنسبة قليلة، من أصل حوالي 600 ألف لاجئ ينتظرون سفن المهربين.
وينبغي أن تقبل بلدان أوروبا الشمالية بشكل متواز بأعداد أكبر من اللاجئين. وقانون الاتحاد الأوروبي يمنع حاليا الساعين للجوء من الوصول بشكل قانوني إلى البلدان التي لا مخرج لها على البحر، مثل ألمانيا.
وهذا يضيف عبئاً على بلدان الجنوب. ومع توقع الانتخابات الأوروبية قريباً وسعي الأحزاب القومية لتقويض الغاية من قيام الاتحاد الأوروبي، فإنه يندر أن تكون هناك أهمية لتعاون هذا التكتل الأوروبي كما هي الآن.