((العيد عيد الفائزين ))
((للأمانة..الكاتب:::ماهر إبراهيم جعوان))
ترتبط الأعياد في الإسلام بالفوز بالطاعات والسبق بالخيرات والمنافسة لنيل الدرجات فهي جائزة وفضل ومنة وسعادة بعد جهد وتعب ومشقة وتوفيق.
فرض الله - تعالى -عيد الفطر المبارك في العام الثاني من الهجرة وهو ذات العام الذي فرض فيه الصيام وفرض فيه الجهاد وانتصر المسلمون في غزوة بدر وهو ذات العام الذي فرضت فيه زكاة الفطر، فكان عيد الفطر هدية وجائزة ومكافئة من الله - تعالى -للمؤمنين عقب أداء الطاعات، بإكمال صيام رمضان، وجائزة الانتصار في ساح الجهاد، والتكافل المجتمعي الراقي بالزكاة.
فالعيد عيد الطائعين، المجتهدين، المجاهدين، المنتصرين على أنفسهم وعلى أعدائهم من شياطين الإنس والجن.
فالعيد لمن صام وقام رمضان إيماناً واحتساباً، ومن تحرى ليلة القدر، وحاز الغفران آخر الشهر، ومن عتقت رقبته من النار.
عيد لمن سأل وتاب وأناب واستغفر وتدعوا له الملائكة وتستغفر كل ليله.
العيد للصابرين المحتسبين طلاب الآخرة برفض الظلم والطغيان وإعلاء كلمة الحق في وجه الخائن الخسران بجور السلطان.
العيد عيد الشهداء والمكلومين والأسرى الميامين في سجون الظلمة الجبارين.
وكذلك عيد الأضحى المبارك تيمنا بامتثال سيدنا إبراهيم - عليه السلام - لأمر ربه جلا وعلا، وعقب أفضل أيام الدنيا التسع الأول من ذي الحجة
وكذلك بعد أداء فرض الحج وركنه الأعظم بالوقوف بعرفات
يأتي بعد مغفرة الذنوب والرجوع كيوم ولد الإنسان
وبعد مغفرة ذنوب سنتين لمن لم يحج فصام يوم عرفة
فيتضح جليا أن الأعياد في الإسلام مرتبطة تمام الارتباط بالطاعات
فهل يحق لعاصي أن يفرح بعد ذلك؟
هل يحق لظالم قاتل خائن أن يفرح؟
هل يحق لمغتصب حق ليس له أن يفرح؟
هل يحق لمنقلب على الفطرة ومنقلب على الثوابت والأصول أن يفرح؟
هل يحق لظالم أو ساكت عن حق أو مزور أو مصفق لباطل أو فاسد أو معادي للدين أو مفرط في النصوص المقدسة أن يفرح؟
كيف يفرح من فرط في جنب الله وابتعد عن الطريق؟
كيف يفرح من قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: ((خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له))
كيف يفرح من قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: ((خاب عبد وخسر من لم يجعل الله - تعالى -في قلبه رحمة للبشر))
نسأل الله - تعالى -أن يكتبنا من الفائزين السعداء في الدنيا والآخرة
وأن يثبتنا ويقوي ظهورنا وأن يربط على قلوبنا ويقوي إيماننا ويعصم دمائنا ويكشف كروبنا وأن يفرج عنا ما نحن فيه
كل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم كل عام وأنتم بخير وعافية
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأحسن خاتمتكم وبارك أعماركم فخير الناس من طال عمره وحسن عمله ووقاكم الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وجمعنا الله وإياكم بصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- في مستقر رحمته في جنات النعيم أعزكم الله وبارك فيكم ونفع بكم وكتب لكم السعادة في الدنيا والآخرة ورزقنا الله وإياكم خير الحياة وخير الممات.