الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعاً عندما نتحدث عن الشخص العصبي أننا كأقرباء وأصدقاء لهذا الشخص العصبي نصنع أكثر من 50% من عصبيته.
قد يتساءل البعض كيف يكون ذلك ؟ وهو الذي ينفجر غضباً ولأتفه الأسباب في أحيان كثيرة ؟
الإجابة عن ذلك في منتهى البساطة. إننا لا نفتأ نذكر دائماً أمامه بأنك ( عصبي.. عصبي.. عصبي ) بمناسبة و غير مناسبة، حتى يصبح من روتينه اليومي أن يسمع هذه الكلمة، وإذا لم نستخدم هذه الكلمة بعينها استخدمنا جملاً أخرى مثل:
أنت سريع الانفعال-
لن أتحدث في هذا الموضوع حتى لا تنفعل-
وما إلى هذه الجمل والعبارات التي تصف هذا الشخص بالعصبية فمَا الذي يحدث ؟
إنه يصبح دائما على حافة الانفجار مهيأً لكي ينفجر. فكل إعداده يقول : إنه عصبي غير قادر على التعامل مع الضغوط
فلماذا يحاول أن يتحكم في أعصابه مادام الجميع يعلم عنه هذه العصبية، فلا حاجة للمحاولة لأنها ستكون غير مجدية قطعاً ..فأنا عصبي هكذا أعرف عن نفسي وهكذا يخبرني الجميع
سأحاول وسأفشل فلا داعي للمحاولة إذن فأنا عصبي ولا أجيد من الفنون إلا الانفجار فلن أحاول بل سأدع مشاعري تنفجر فهذا ما أجيد !!
وهكذا نكون قد صنعنا الـ 50% من عصبية هذا الشخص عندما جعلناه مهيئا ذهنياً للانفجار، ولذا فإن الخطوة الأولى للتعامل مع هذا الشخص العصبي هي ألا نجعله في هذا الوضع الذهني السلبي.
وذلك بكل بساطة بالامتناع عن ذكر طبيعته العصبية أمامه باستمرار بل من الأفضل أن نتعلم كيف نمتنع عن استخدام هذه الكلمة لوصفه في أي حالة من الأحوال, عندها نكون قد تخطينا الـ50% من المشكلة, وبقي النصف الآخر الذي سنتعرف على كيفية التعامل معه في الموضوع,
وقد أجريت عدة تجارب في المعاهد المتخصصة تثبت أن مجرد الإيحاءات والكلمات يمكن أن تصنع نمط الشخصية التي أمامنا, والعجيب أن جميع الدراسات تؤكد أن هذا التأثير الخارجي في تصرفات الإنسان مستمر على
الدوام, وهكذا فإن كلمة ( أنت عصبي ) قد تكون كافية لإحداث تأثير مباشر على تصرفات الشخص الذي أمامنا.
التعامل مع سريعي الانفعال:
أما الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الشخص سريع الانفعال فهي : عدم الاستمرار في مناقشة الموضوع نفسه عندما تبدأ ظواهر الانفعال في الظهور لديه, وهذا لا يعني إطلاقا أن نقبل كل ما يصدر عنه رغبة في تجنب انفعاله, ولكن المقصود هنا إرجاء المناقشة لوقت آخر.
معرفة الوسيلة التي يفضلها في النقاش, فهؤلاء الأشخاص – في الغالب – لا يفضلون سياسة الأمر الواقع, والتي هي أصلا عادة سيئة في الحياة الزوجية, ولكنها غالبا ما تكون تحت تأثيرات أكثر سلبية مع الأشخاص الانفعاليين.
لا يجب أن ننفعل مع انفعاله فهذا يزيد الأمر سوءا اختيار الأوقات المناسبة للنقاش, فوقت الظهيرة وعند العودة من العمل من أسوأ الأوقات للنقاش وعرض الآراء, ولكن في وقت العصر وبعد الاستيقاظ من نوم القيلولة يكون الإنسان مستعدا للاستماع لرأي الآخر وللحوار.
بهذه الأمور البسيطة نستطيع - بإذن الله – التخلص من العصبية المقيتة التي يمكنها أن تهدم, ويستحيل