غوتيريش يدعو لمحادثات جديدة حول الصحراء الغربية
دعا الأمين العام لـ الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى محادثات جديدة بشأن النزاع المستمر منذ فترة طويلة حول الصحراء الغربية، قائلا إن المفاوضات يجب أن تتضمن مقترحات من كل من المغرب وجبهة البوليساريو.
وأعلم غوتيريش مجلس الأمن بأنه يعتزم إعادة إطلاق عملية التفاوض مع دينامية وروح جديدة تعكس توجيهات المجلس، وبهدف التوصل إلى حل سياسي مقبول من الطرفين يتضمن حل النزاع حول الوضع النهائي للصحراء الغربية.
وأضاف الأمين العام أنه لإحراز التقدم بهذا الصدد يجب أن تكون المفاوضات مفتوحة لاقتراحات وأفكار الطرفين، وقال إن البلدان المجاورة مثل الجزائر وموريتانيا بإمكانها بل ينبغي عليها تقديم مساهمات هامة في العملية.
توترات ونزاع
وتأتي دعوة الأمم المتحدة لاستئناف المحادثات بعد شهور من التوترات في المنطقة المتنازع عليها.
وتؤكد الرباط أن الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية حتى 1975، جزء لا يتجزأ من أراضي المملكة، وتعرض إقامة حكم ذاتي في ظل سيادتها، بينما تطالب جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر باستفتاء على حق تقرير مصيرها.
كما أوصى المسؤول الأممي -في تقريره الأخير حول الصحراء الغربية- بتمديد مهمة البعثة الأممية لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) 12 شهرا، أي حتى 30 أبريل/نيسان من السنة القادمة.
ويبحث مجلس الأمن ملف الصحراء الغربية في جلسة يعقدها يوم 25 أبريل/نيسان الحالي قبل يومين من التصويت على تمديد مهمة البعثة الأممية.
محاولات وفشل
ومنذ عام 1991 تنشر الأمم المتحدة بعثة لمراقبة وقف إطلاق النار بين الرباط والبوليساريو.
ولسنوات فشلت المحاولات الأممية للتوسط في سبيل تسوية بالمنطقة الصحراوية الشاسعة المتنازع عليها منذ انتهاء الاستعمار الإسباني عام 1975. وأعلنت البوليساريو قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هناك.
ودعا وقف إطلاق النار إلى إجراء استفتاء على مستقبل المنطقة بدعم أممي بما في ذلك إمكانية استقلالها، لكن التصويت لم يجر. وتقدم المغرب منذ ذلك الوقت باقتراحه الخاص بتوفير حكم ذاتي تحت سيادة المملكة، ولكن جبهة البوليساريو تريد الاستفتاء.
وكان غوتيريش سعى شخصيا إلى الحد من منسوب التوتر بهذا النزاع، وذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها مع ملك المغرب محمد السادس، في حين التقى الشهر الفائت زعيم البوليساريو إبراهيم غالي.
وفي تقريره، يقول الأمين العام إن عدم القدرة على التوصل إلى حل للنزاع مرده إلى أن "لكل طرف نظرة وقراءة مختلفة للتاريخ وللوثائق التي تحيط بهذا النزاع".
أما فيما يخص قضايا حقوق الإنسان، فقد قال غوتيريش إنه وفقا لمصادر مختلفة فإن عدم المساءلة في الانتهاكات السابقة ضد الصحراويين الغربيين ظلت محل قلق خلال الفترة المشمولة بالتقرير.