الله سبحانه فوق العرش، فوق العلو، فوق جميع الخلق، عند أهل السنة والجماعة، هكذا جاءت الرسل بهذا عليهم الصلاة والسلام، كل الرسل جاؤوا بأن الله فوق العرش، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى، قال تعالى: الرحمن على العرش استوى، وقال سبحانه: أأمنتم من في السماء، وقال جل وعلا: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، وقال جل وتعالى: تعرج الملائكة والروح إليه في يوم ٍ كان مقداره خمسين ألف سنة، وقال جل وعلا: إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، في سبعة مواضع، صرح فيها سبحانه بأنه فوق العرش،استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في استواءهم، ولا في غير ذلك من صفاته جل وعلا، وقال سبحانه: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وقال جل وعلا: قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وقال سبحانه: هل تعلم له سمياً استفهام إنكار، يعني لا سمي له، ولا كفؤ له سبحانه وتعالى، ولما جاء رجل من الصحابة إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -بجارية يريد أن يعتقها، قال لها النبي- صلى الله عليه وسلم -: يا جارية أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟، قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة، أخرجه مسلم في صحيحه، لما سألها: أين الله؟ قالت: في السماء، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة، فدل ذلك على أن ربنا في السماء في العلو، فوق العرش، فوق جميع الخلق، وهذا معنى قوله سبحانه: أأمنتم من في السماء أن يخسف الله بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعملون كيف نذير، هكذا جاء في سورة الملك، وهذا إجماع أهل السنة والجماعة، أجمع الصحابة كما أجمعت الرسل عليهم الصلاة والسلام أن الله فوق العرش، أن الله في العلو جل وعلا، ومن هذا قوله جل وعلا: وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى، دل على أن موسى أخبره بأن الله في العلو، وأنه فوق العرش، ولهذا قال فرعون ما قال، ومن قال بأن الله في كل مكان أو ليس في العلو فهو كافر، مكذب لله ولرسوله، ومكذب لإجماع أهل السنة والجماعة، كالجهمية وأشباههم والمعتزلة هؤلاء من أكفر الناس، لإنكارهم أسماء الله وصفاته جل وعلا.