كوبا أميركا | تشيلي تغتال أحلام ميسي وتحتفظ بلقبها
احتفظت تشيلي ببطولة كوبا أميركا للعام الثاني على التوالي بنفس الطريقة التي توجت بها في العام الماضي “بفارق ركلات الجزاء الترجيحية” أمام نفس الخصم «الأرجنتين».
الوقت الأصلي انتهى بالتعادل السلبي، وبعد التمديد لوقت إضافي فشلت الأرجنتين في الحسم رغم العديد من الفرص التي لاحت أمام سيرخيو أجويرو على وجه التحديد، ليتحول اللقاء لركلات جزاء ترجيحية انتهت بتفوق تشيلي بأربع ركلات مقابل اثنتين فقط للأرجنتين بعد إهدار ميسي وبيليا!.
وخسرت الأرجنتين ست نهائيات منذ التتويج الأخير لها بكوبا أميركا عام 1993، بخسارة نهائي كأس العالم 2014 وخسارة نهائي كوبا أميركا أعوام «2004 و2005 و2007 و2015 و2016».
العصبية على أداء لاعبي الفريقين ليشهد الشوط الأول تعرض مدافع سلتا فيجو «مارسيلو دياز» للطرد بالبطاقة الصفراء الثانية في الدقيقة 28 لتعمده إعاقة ليونيل ميسي وهو في طريقه للانفراد بكلاوديو برافو، علمًا بأن البطاقة الصفراء الأولى التي حصل عليها كانت بسبب تدخل شرس مع ميسي، لتكمل تشيلي المباراة بعشرة لاعبين.
وبعد أقل من 20 دقيقة أشهرت البطاقة الحمراء المُباشرة في وجه مدافع مانشستر يونايتد «ماركوس روخو» بسبب تدخله الخشن على آرتورو فيدال من الخلف.
كان هذا أهم حدث في الشوط الأول، لتدخل المباراة تاريخ مباريات كوبا أميركا من حيث النقاط السلبية، فلم يسبق إشهار بطاقتين حمراوين خلال الشوط الأول من النهائي سوى مرة واحدة تعود لنسخة عام 1987 عندما أشهرت البطاقة الحمراء للاعب من تشيلي هو إدواردو جوميز، وآخر من أوروجواي كان «فرانشيسكولي».
ومن الواضح أن المشكلة كانت في تشيلي التي تلعب بخشونة مفرطة ليس الآن فحسب بل في السنين الماضية، فقد أشهرت البطاقة الحمراء في تاريخ نهائيات كوبا أميركا عشر مرات من بينهم أربع مرات للاعبي تشيلي!.
ورفع الحكم البرازيلي «إيبر لوبيز» الذي أدار مقابلة اليوم رصيد بطاقاته الحمراء في آخر 27 مباراة أدارها إلى 14 بطاقة!.
ولم تتح الكثير من الفرص لتسجيل الطرفين للأهداف على مدار الـ90 دقيقة باستثناء محاولة واحدة لتشيلي في الدقيقة 78 عندما مرر أليكسيس سانشيز كرة بينية رائعة وصلت لإدواردو فارجاس على حدود منطقة الجزاء، تسلمها مهاجم هوفنهايم الألماني من وضع الحركة ليصوب بكل قوة على يمين سيرخيو روميرو الذي تعامل بذكاء حين تصدى لها بكفيه ليوجهها إلى خارج منطقة الجزاء وليس إلى داخلها.
وفي الدقيقة 84 رد المنتخب الأرجنتيني بفرصة حقيقية للتهديف قادها ليونيل ميسي من خط الوسط ليمرر بينية خلف المدافعين نحو سيرخيو أجويرو، لكن مهاجم مانشستر سيتي الذي كان في شبه إنفراد مع كلاوديو برافو سدد بكل طيش دون أي تركيز فوق العارضة بعيدة!.
وارتفعت حرارة اللقاء في الوقت الإضافي بتهديد أخطر للأرجنتين لمرمى كلاوديو برافو، على أمل حسم المقابلة وتفادي الوصول لركلات جزاء ترجيحية كما حدث العام الماضي، لكن حارس البرسا كان بالمرصاد لكل محاولات رفاق ليونيل ميسي.
وطالب سيرخيو أجويرو بركلة جزاء في الدقيقة 95 بداعي التعرض لعرقلة متعمدة من خارا استخدم قدمه من الوضع ساقطًا لعرقلة أجويرو أثناء محاولته للمررور وتمهيد الكرة لنفسه من أجل التسديد.
وفي الدقيقة 97 لاحت فرصة مؤكدة لتشيلي لإنهاء المباراة لصالحها حين مرر بوتش عرضية نموذجية داخل منطقة الجزاء على رأس إدواردو فارجاس الذي فشل في تحويلها في إحدى الزوايا ليمسك بها الحارس البديل لمانشستر يونايتد دون مشاكل.
ومرر ليونيل ميسي عرضية من ركلة حرة غير مباشرة في الدقيقة 99 داخل منطقة الجزاء، صعد سيرخيو أجويرو فوق الجميع ليوجهها بشكل مذهل في المقص الأيمن، لكن كلاوديو برافو تعامل برشاقة ليبعدها بأطراف أصابعه في اللحظة الأخيرة إلى ركلة ركنية.
وقام مخرج المباراة بإعادة لقطة تصدي كلاوديو برافو لرأسية أجويرو بصفتها واحدة من أفضل الصدات في كوبا أميركا سنتيناريو 2016.
وشهدت الأشواط الإضافية استعانة المدير الفني لتشيلي «بيتزي» بالثنائي سيلفا وكاستيو بدلاً من سانشيز وفارجاس اللذين نال منهما الإرهاق، بينما استعان مدرب الأرجنتين «تاتا مارتينو» بنجم توتنهام إيريك لاميلا بدلاً من إيفير بانيجا.
وتحولت المباراة لركلات جزاء ترجيحية، بدأت بإهدار آرتورو فيدال وليونيل ميسي، وافتتح كاستيو الركلات الناجحة وتبعه خافيير ماسكيرانو، لتصبح النتيجة بعد ضربتين لكل فريق 1/1.
وتقدمت تشيلي 1/2 بواسطة آرانجويز، وعدل أجويرو النتيجة 2/2 بتسديد الكرة في نفس الزاوية التي ارتمى فيها كلاوديو برافو.
وعادت تشيلي للتتقدم 2/3 بركلة ناجحة لبوسيجور، وهو ما حافظت عليه بفضل تصدٍ مذهل من كلاوديو برافو لركلة لاعب لاتسيو بيليا.
وأصلت تشيلي عقدتها للأرجنتين بتسجيل اللاعب البديل «سيلفا» لركلة الجزاء الخامسة والأخيرة بتصويبة قوية عجز روميرو عن التصدي لها.