لماذا عزف الناس عن التليجرام وعادوا إلى الواتساب ؟ أربعة أسباب محتملة
oa_telegram_fe
قدم تطبيق التليجرام العديد من الخصائص والمميزات التي حاول ولايزال يحاول من خلالها منافسة التطبيقات الأخرى المتخصصة في التراسل بين المستخدمين، لقد انطلق نحو فضاء جديد حين أطلق خاصية القنوات في العام الماضي ليفتح المجال أمام قطاع الأعمال بأن يستفيدوا من هذه الخاصية في التواصل المباشر مع العملاء وإيصال المحتوى النافع إلى الجمهور.
تلك القنوات التليجرامية لاقت رواجاً كبيراً، وانتشرت انتشاراً واسعاً، وأصبح الأشخاص والجهات تتسابق لنشر قنواتهم وكسب المتابعين، كما تسابق المستخدمون في الاشتراك في أفضل تلك القنوات والاستفادة من المحتوى المنشور الذي يصل إليهم بدون عناء في أي مجال من المجالات. لقد شهدت تلك القنوات بشكل خاص وتطبيق التليجرام بشكل عام عصراً ذهبياً في شهوره الأولى، حيث تنوعت القنوات المفيدة وانتشرت في شتى المجالات، وكانت تحصد مئات المتابعين يوماً بكل بساطة، لكن الحال لم يدم للأسف.
إذا كنت من أصحاب القنوات التليجرامية القديمة، فلا بد أنك قد لاحظة بشكل واضح عزوف المستخدمين عن متابعة القنوات والاشتراك في الجديد منها، فلقد كانت القناة في السابق تشترك في قائمة نشر جماعي (لسته) فتحصد مئات المشتركين الجدد خلال ساعات معدودة، أما اليوم فإن القناة لا تجني إلا عشرات أو ربما تنقص في عدد المتابعين بدلا من أن تزيد. إضافة إلى أن عدد المشاهدات للمحتوى المنشور في القنوات لم يعد بذلك الحجم.
سنحاول في هذه المقالة تسليط الضوء على أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف المستخدم العربي عن تطبيق التليجرام، وعودته إلى تطبيق الواتساب (وإن كان لم يغادره فعلياً)، طبعاً لا يمكننا الإدعاء بهذا الأمر لأننا لا نمتلك أحصائيات دقيقة تساعدنا على الحكم، لكن يمكن استنتاج هذا الأمر من خلال المتابعة والملاحظة، فلقد كان تطبيق التليجرام مؤهلاً وبجداره لسحب البساط من تحت الواتساب في العالم العربي، فكل ما يحتاجه المستخدم متوفر في التليجرام وأكثر، فما هي الأسباب ياترى التي حالت دون ذلك؟
الإزدحام
عندما تقارن تطبيق الواتساب وتطبيق التليجرام عند أي مستخدم، ففي الغالب سوف تجد أن التليجرام مزدحم وممتلئ، فواجهة التطبيق تجمع القنوات والمجموعات وكذلك المحادثات الشخصية كلها في صفحة واحدة، وعندما يفتح المستخدم تطبيقه فلا يدري ماذا يقرأ ولا ماذا يفتح وعلى من يجيب، فالمكان قد أصبح مزحوماً عن آخره.
قد تقول أن هذا هو اختيار المستخدم، هو الذي يشترك في العديد من المجموعات والكثير من القنوات، نعم صحيح، لكن المشكلة أن العديد من تلك القنوات والمجموعات ذو فائدة، يتردد المستخدم كثيراً في الخروج منها لأنه يريد الاستفادة من محتوياتها، قد لا تجده كثير الدخول إليها إلا أنه يحتفظ بها للحاجة، هذه هي المشكلة، اقتناء الكثير وعدم الانتفاع إلا بالقليل.
بسبب الازدحام في التليجرام يلجأ الكثير من المستخدمين لاستعمال تطبيق الواتساب للمراسلات الشخصية والاشتراك في المجموعات العائلية أو المحدودة التي يعرف كل شخص فيها الآخر، فنظرة المستخدم إلى الواتساب أنه أكثر خصوصية من التليجرام
الحجب
لقد عانا ولايزال يعاني تطبيق التليجرام من الحجب سواءً الجزئي أو الكلي في بعض الدول، (مثلاً التطبيق محجوب في اليمن حتى هذه اللحظة)، هذا الحجب من الأسباب المهمة التي أدت وتؤدي إلى عزوف الناس على التطبيق، فهو يؤثر ليس فقط على الأشخاص الساكنين في تلك البلاد الذي يعاني أفرادها من الحجب، بل وعلى المستخدمين الآخرين، لأنك تجد أن هنالك مدراء قنوات في تلك البلدان قد تركوا قنواتهم وأهملوها بسبب الحجب مما إدى إلى عزوف المشتركين في تلك القنوات عن التطبيق لأن القنوات التي يتابعونها لم تعد مفعلة.
الإعلانات
قد يكون أحد الأسباب في هذا العزوف الجزئي هو أصحاب بعض القنوات أنفسهم، حيث يبالغ اصحاب تلك القنوات في نشر الإعلانات في قنواتهم بهدف كسب متابعين أكثر، تلك الإعلانات هي عبارة عن تبادلات اعلانية مع قنوات أخرى، فكل قناة تنشر اعلان القناة الأخرى من أجل مشاركة المتابعين، لكن المشكلة في ظهور طرق إعلانية مزعجة كثيراً للمستخدمين والمتابعين.
قد تجد قناة متخصصة في مجال من المجالات وتراها وهي تتحول إلى قناة إعلانية بإمتياز، لم تعد تنشر أي محتوى نافع ومفيد مثلما كانت في السابق، فقط الكثير من الإعلانات التي تنشر كل يوم لقنوات أخرى بطرق مستفزة أحياناً، هذا التحول للكثير من القنوات النافعة والمفيدة ساهم في عزوف الناس عن تلك القنوات وعدم متابعتهم لها وربما العزوف عن التطبيق بالكامل بسبب تلك التصرفات.
المحدودية
محدودية المستخدمين، ليس الأمر كالواتساب، في الواتساب الناس كلهم هناك، سوف تجد معظم معاريفك في الواتساب لكنك لن تجدهم كلهم في التليجرام، ورغم أن التليجرام ينتشر أكثر وأكثر إلا أنه لم يصل بعد إلى مستوى الواتساب في الانتشار لذلك تجد الكثير من المستخدمين لازالوا يستخدمون الواتساب من أجل التواصل مع من يحبون.
هل توافقني الرأي حول هذه الأسباب، أم عندك رأي آخر، شاركه معنا عبر التعليقات