عباس يدعو بريطانيا الى الاعتذار عن وعد بلفور
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس بريطانيا الى الاعتذار عن وعد بلفور في 1917 الذي أيد إقامة وطن لليهود في فلسطين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "ندعو بريطانيا وفي الذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم أن تستخلص العبر والدروس وأن تتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والمعنوية لنتائج هذا الوعد بما في ذلك الاعتذار من الشعب الفلسطيني لما حل به من نكبات ومآس وظلم وتصحيح هذه الكارثة التاريخية ومعالجة نتائجها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية."
وتهكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد وقت قليل في التجمع السنوي لزعماء العالم على عباس لتركيزه على الوعد ولفت إلى احتمال أن يقاضي الفلسطينيون بريطانيا بسببه.
وقال نتنياهو "الرئيس عباس هاجم من هذه المنصة وعد بلفور. إنه يجهز لدعوى ضد بريطانيا لهذا الوعد الذي يرجع لعام 1917. كان هذا قبل نحو 100 عام. هذا يدل على العيش في الماضي."
ويظهر في مقطع فيديو على الإنترنت وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي وهو يقرأ كلمة نيابة عن عباس يطلب فيها من القمة العربية التي عقدت في يوليو/تموز مساندة الفلسطينيين في الإعداد لدعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية تتصل بوعد بلفور.
وانهارت محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية آخر مرة في 2014 ولا توجد آمال تذكر في استئنافها في أي وقت قريب لأسباب منها غضب إسرائيل بسبب العنف على يد فلسطينيين وغضب الفلسطينيين لإنشاء إسرائيل مستوطنات في الأراضي المحتلة.
وجاء في رسالة وزير الخارجية البريطاني آنذاك "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر."
ولم تعلق بعثة بريطانيا بالأمم المتحدة على الفور.
وبدا عباس ونتانياهو على طرفي نقيض وتواجها في كلمتيهما حول النزاع المستمر منذ عقود والمستوطنات في الضفة الغربية.
وتشهد اسرائيل والاراضي الفلسطينية فورة عنف منذ تشرين الاول/اكتوبر ادت الى مقتل 230 فلسطينيا و 34 اسرائيليا، يعزوها المحللون الى احباط فلسطيني بسبب اعمال البناء الاستيطانية وانقسام القيادة الفلسطينية وعدم احراز اي تقدم في جهود السلام.
والقى الرئيس الفلسطيني خطابه اولا امام الجمعية العامة منتقدا توسع المستوطنات الاسرائيلية. وانتخب عباس رئيسا فلسطينيا قبل 11 عاما وتقتصر سلطته حاليا على الضفة الغربية فيما تسيطر حركة حماس الاسلامية على قطاع غزة.
وقال عباس محذرا "أن ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من تنفيذ لخططها في التوسع الاستيطاني، سيقضى على ما تبقى من أمل لحل الدولتين على حدود 1967".
بعده بفترة قصيرة شغلها خطاب رئيس وزراء النروج اتى دور نتانياهو الذي ناقض مباشرة اقوال عباس في كلمته على المنصة.
وقال ان "هذا النزاع ليس حول المستوطنات او اقامة دولة فلسطينية، ولم يكن كذلك في اي وقت"، وتابع "بل انه لطالما كان حول وجود دولة يهودية".
والاربعاء اعلنت الولايات المتحدة انها ستقدم لاسرائيل مساعدات عسكرية قياسية بقيمة 38 مليار دولار خلال الفترة من 2019 الى 2028، ما يختتم سنوات من العلاقات المتوترة بين نتانياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما الناجمة جزئيا عما اعتبره البيت الابيض تلكؤا من رئيس الوزراء الاسرائيلي في مفاوضات السلام.
وشدد نتانياهو على ان "جوهر النزاع يكمن في رفض الفلسطينيين المستمر الاعتراف بالدولة اليهودية ايا كانت حدودها".
كما ذكر مدن حيفا ويافا وتل ابيب في اسرائيل قائلا "هذه هي في الحقيقة المستوطنات التي يعترض عليها" الفلسطينيون.
غير ان نتانياهو اقر بان مسألة الاستيطان "حقيقية" مشيرا الى "امكان وضرورة حلها في اطار مفاوضات الوضع النهائي".
وكان عباس اعلن انه سيتم "طرح مشروع قرار حول الاستيطان وإرهاب المستوطنين على مجلس الأمن، ونحن نقوم بمشاورات مكثفة مع الدول العربية والدول الصديقة بهذا الشأن".
كما شدد عباس على "إن الإستيطان غير شرعي جملة وتفصيلا".
ووجه نتانياهو الانتقادات الى الامم المتحدة معتبرا انها ابدت انحيازا ضد اسرائيل لكنه اشار الى بناء بلده علاقات اكثر متانة يوما بعد يوم مع دول في افريقيا واسيا واميركا اللاتينية تستند الى الخبرة الاسرائيلية في مكافحة الارهاب وفي التكنولوجيا.
كذلك قال الرئيس الفلسطيني "إن من يؤمن بحل الدولتين عليه أن يعترف بهما وليس بدولة واحدة".
في العام الفائت رفعت الامم المتحدة علم فلسطين للمرة الاولى في مبادرة رمزية ايدتها اغلبية اعضاء الامم المتحدة بعد انهيار مبادرة السلام الاميركية الاخيرة في 2014. وليست فلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة لكنها تتمتع بصفة مراقب.
بعد انتقاد المواقف والانشطة الاسرائيلية اكد عباس "إن يدنا لا زالت ممدودة لصنع السلام" مضيفا "إن تنكر إسرائيل لما وقعت عليه، وعدم وفائها بالتزاماتها، أدى إلى ما نحن عليه الآن حيث الجمود والطريق المسدود".
لكن اسرائيل تقول ان التحريض الفلسطيني هو ما تسبب بانطلاق موجة العنف التي تواصلت طوال العام الفائت.
في 31 اب/اغسطس عبرت واشنطن عن "القلق الشديد" بعد اعلان اسرائيل الموافقة على بناء 463وحدة سكنية اضافية للمتسوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، كما اعطي ضوء اخضر بمفعول رجعي لـ179 منزلا تم انشاؤها في مستوطنة افرايم، بحسب منظمة السلام الان.
وفي تقرير اخير دعت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، اسرائيل الى وقف بناء المستوطنات معتبرة انها تقلص احتمالات انجاز حل الدولتين، كما دعت الفلسطينيين الى التوقف عن التحريض على العنف.
المصدر : middle-east-online.com