يعد كوب القهوة الروتين اليومي لكثير منا، حيث لا نستطيع بدء يومنا بدونه، ويزيد استهلاكنا في أوقات العمل والدراسة. لكن هل تعلم متى تتوقف فعالية القهوة، أي يصبح استهلاكها غير مجدٍ؟
أجرى “Associated Professional Sleep Societies” دراسة أظهر فيها أنه بعد ثلاثة أيام من النوم السيئ، يتوقّف الكافيين عن تعزيز اليقظة، والأداء، والمزاج. حاكى الباحثون في الدراسة أسبوع العمل، حيث شارك 48 متطوعًا من البالغين، وأُعطوا 10 ساعات نوم خلال الأسبوع الأول، وتم التخفيض إلى 5 ساعات في الأسبوع الثاني. وتم إعطاؤهم إما 200 ملليجرام من القهوة، أو أقراص بلاسيبو “علاج وهمي” مرتين يوميًا، مع مراقبة المزاج والنوم والاستجابة.
وقد تمت مراقبة نتيجة النوم، فحين تم تخفيض عدد ساعات النوم إلى خمسة، كانت مستويات النعاس أعلى لدى المشاركين الذين تناولوا العلكة التي تحتوي على الكافيين، ومستويات أقل في الأداء مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقراص البلاسيبو.
في الأيام التي ينخفض فيها عدد ساعات النوم، فإن الجسم يحتاج لمستويات أعلى من الكافيين، ثلاثة أيام هو ما تستطيع القهوة إبقاء جسم الإنسان يقظًا خلالها.
كيف تعمل القهوة على إبقائك يقظًا؟
يعمل الكافيين الموجود في القهوة على تنبيه الدماغ وذلك عبر آلية هامة، حيث إنه يقوم بتثبيط المواد الكيميائية المسئولة عن النوم في الدماغ. يحدث النعاس من خلال التناقص البطيء لنشاط الدماغ عبر مادة كيميائية تُسمى الأدينوزين، يقوم الكافيين بالارتباط بمستقبلاتها في الدماغ.
يرتبط الكافيين بمستقبلات الأدينوزين بدلًا من الأدينوزين الحقيقي. على الرغم من ذلك، فإنه لا يقوم بإنقاص نشاط الخلية كما يقوم الأدينوزين. فالخلية لا تستطيع أن تتحسّس للأدينوزين بعد الآن، لأن الكافيين قد ارتبط بكل مستقبلاتها. لذلك بدلًا من أن يتناقص نشاط الخلية، بسبب مستويات الأدينوزين، فإنه يزداد. ومع الكافيين الذي يثبّط مستقبلات الأدينوزين، يزداد نشاط العصبونات في الدماغ.