بي السم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
العالم هو الذي يتعلم العلم ويعلمه ويكون علم نافع يهدي صاحبه من الظلمات الى النور ولا يشترط بالعلم العلوم الدينية فالعلوم الأخرى لا بد منها فهي تكمل الانور الدينية فمثلًا علم الرياضيات يدخل في المواريث و الفلك في معرفة مواعيد الحج والصيام ... ألخ و إذا لم يوفر ولي الامر السبل التي ترفع عن المسلمين الحرج وتو فر لهم طرق لتحصيل العلوم يأثم و تكون هذه العلوم وتعلمها فرض كفايا أي إذا قام به من يسد ويكفي سقط الاثم عن الباقي و هذا جزء من خطبة قد تفسر أكثر
((أخرج الإمام أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب". رواه الترمذي وصححه الألباني .
1- العلماء هم شهود الله على أعظم مشهود به ، وهو توحيد الله عز وجل . قال تعالى { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } . قال الإمام القرطبي رحمه الله: في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم؛ فإنه لو كان أحدٌ أشرفَ من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء. (تفسير القرطبي 4/41)
2- العلماء هم أفضل الخلق بعد الأنبياء . عن أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم "، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير". رواه الترمذي وصححه الألباني .
لا فرق بين النبي وبين العالم إلا درجة النبوة.
3- العلماء هم أخشى الناس لله، قال تعالى مادحاً إياهم { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} أي الخشية كل الخشية في قلوب العلماء الذين تعلّموا العلم وصدَقوه عملاً لله جل وعلا.
قال ابن مسعود: "كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً". رواه الطبراني .
وقال سفيان ابن عيينة : إنما العالم من يخشى الله . رواه ابن حبان.
4- العلماء هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم. قال عليه الصلاة والسلام:" إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال: يا أهل السوق ما أعجزكم ، قالوا ك وما ذاك يا أبا هريرة ؟، قال : ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم وأنتم ها هنا ألا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه ". قالوا : وأين هو ؟. قال : في المسجد . فخرجوا سراعاً ، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا فقال لهم : ما لكم ؟. فقالوا : يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئاً يقسم ، فقال لهم أبو هريرة : وما رأيتم في المسجد أحداً ؟، قالوا : بلى رأينا قوماً يصلون وقوماً يقرؤون القرآن وقوماً يتذاكرون الحلال والحرام ، فقال لهم أبو هريرة : ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وحسنه الألباني .
5- العلماء أنجم يُهتدى بها . قال أبو الدرداء رضي الله عنه:مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها. ( أخلاق العلماء للآجري 1/18 ) .
الناس من جهة التمثال أكفـاء أبوهــمُ آدم والأم حـواء
فإن يكن لهم في أصلهم نسب يفاخرون به فالطين والمـاء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لم استهـدى أدلاء
وقدر كل امرأ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
وصفهم الإمام الآجري رحمه الله بقوله : ما ظنكم بطريق فيه آفات كثيرة ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء ، فإن لم يكن فيه ضياء وإلا تحيروا ، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم ، فسلكوه على السلامة والعافية ، ثم جاءت طبقات من الناس ، لابد لهم من السلوك فيه فسلكوه ، فبينما هم كذلك إذ طفأت المصابيح فبقوا في الظلمة ، فما ظنكم بربكم ؟ وهكذا العلماء في الناس لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض ، ولا كيف اجتناب المحارم ، ولا كيف يعبد الله في جميع ما تعبده به خلقه إلا ببقاء العلماء ، فإذا مات العلماء تحير الناس ، ودرس العلم بموتهم ، وظهر الجهل. ( أخلاق العلماء للآجري 1/ 19 )
6- العلماء هم أئمة الأنام. قال الإمام أحمد : يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه . ( درء تعارض العقل مع النقل 1/18 ).
7 - نفى تعالى التسوية بينهم وبين غيرهم بقوله {قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }.
فهم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } . قال الحافظ في فتح الباري : قيل في تفسيرها يرفع الله المؤمن العالم على المؤمن غير العالم ورفعة الدرجات تدل على الفضل إذ المراد به كثرة الثواب وبها ترتفع الدرجات ورفعتها تشمل المعنوية في الدنيا بعلو المنزلة وحسن الصيت والحسية فآخرة بعلو المنزلة في الجنة . (الفتح 1/141) .))