لِأجلِكَ أيُّهَا الغَائِبُ العَاق أتَجَشَّمُ ذَلِكَ الوَصَبُ المُمِيت
الذِي طَفِقَ بِشفِيرِ رُوحِي المُتأَوِهَه
حتَى إستَأصلَهَا مِن جُثمَانِيَ المُندَمِلَ بِهَا
سَرمَدِيَةُ لَيلٍ تَحتَ كَنَفِ وَهَجٍ مِن كَفِّ النُور
ضَيَاعٌ تَضَارِيسِي فِي ظِلِّ إنتِشَارِ الخرَائِط
عِندَمَا تَغِيبُ أَنَاملِي عَن وَعيهَا
وَتَكتَنِزُ أَحدَهَم دَاخِلَ الأَبجَدِيَاتِ وَعلَامَاتِ التَرقِيم
إِعلَم بِأَنَنَي فُتِقتُ مِن شَخصٍ مَا
[ لَا يُذكَرُ وَلا يُنسَى ]
سِوَى أَنَنِي أَسكَنتَهُ صَدرِي ~
فَطَارَ ذَاتَ لَيلَةٍ مُضَبَبَة
دُونَ أَن أُوشوِشهُ بالحَنِينِ الَّذِي أَضُمّهُ إِلَى صَدرِي كُلمَا هَاجَمَنِي الشَوق
دُونَ أن يَستَمِعَ لِتَهتَهَةٍ كَتَبتُهَا لِأُنشِدهَا لِبُؤبُؤِ عَينَيه
دُونَ أَن أَوشِمَ قُبلَةً علَى جَبِينِه
لَرُبمَا كُنتُ أَسوَأ الفَتيَاتِ الشَرقِيَاتِ حَظًا
فِي الوقُوعِ بِمَا أُكَنيهِ بِـ { جِلبَابِ الحُب }
بَينَ يَدَيَّ شَتلَاتٌ شَارَفَت علَى بلُوغِ الخَرِيف
وَهَرتَقَاتٌ تَسعَى أَن تَكُونَ حَقِيقَة
وَخُزَعبلَاتٌ تُحَاوِلُ أَن تُقنعني بِهَا
فِي غَيَاهِب الخَيبَة ~
أَشُدُّ علَى أزرِ أوجَاعِي
أَنكُثَ عَهدًا وَ أَبنِيَ آخَر
أُحَارِبُ جَبرُوتَ الغِيَابِ المُبَجَّل
وَأُرَتِّلُ بِضعَ كَلِمَاتٍ ولِدَت علَى أَرضٍ هَشَّة تُدعَى بِـ { الذِكرَى }
حَيثُ سَاقَتنِي قَدمَايَّ لِـلِقَاءِ بِه ~
فِي لَيلَةٍ شَيبَاءَ تَزَيَّنَ فِيهَا البَدرُ علَى عَرشِ السمَاء
وَإِكتَفَيتُ بِالتَحدِيقِ علَى لَحظَاتٍ طَالَ إِنتِظَارِيَ لَهَا
إِلَّا أَنهَا مُحِيَّت حِينمَا شَارَفتُ علَى الإِبتِسَام
وَتلَاشَت كَرَذَاذٍ نُفِثَ مِن فَوقِ زَهرَةٍ ذَابِلَة ...
إِرتَبتُ مِن أَحلَامٍ كُنتُ أَضَعُهَا دَاخِلَ تَآبُوتِ عَقلِي
حَتَى فَرَّت رُوحِي دُونَ أَن أَلمَحُهَا أَو أُحِّس بِهَا
وَعِندَمَا تَخَلَّى الصَحبُ عَنِي
بَاتَ الوَجَعُ مُؤِمنًا بِعَهدهِ قَائِمًا علَيهِ لَا يَبرَحهُ قَط
{ .. وَكنتُ أَنَا عَهدَه الفَائِت .. }
هَنِيئًا لِي بِأَصدِقَائِي مِن عَشَائِرِ الأَوجَاع .. ~
خَلفَ تِلكَ الفُسَيفِساء المُتَورِدَةُ بِالدَمامَة
رَقشتُ مَطلَعَ مُحيَاك المُستَتِر خَلفَ ضَاحِيَةِ كلِمَاتِي
لَم تَكُن بِذَاكَ البَهَاء
لَكِنَنِي رَضِيتُ بِهَا لِأجلِ أَنَاةِ قَلبِي