( استعـينوا باللـه واصبـروا )
·
تعريف الاستعانة باللـه :وهي الاستعانة المتضمنة كمال الذُّل من العبد لربه
مع الثقة به والاعتماد عليه، وهذه لا تكون إلا للـه فهي تتضمن ثلاثة أشياء
:
- الأول :الخضوع والتذلل للـه تعالى .
- الثاني :الثقة باللـه جل وعلا .
-
الثالث :الاعتماد على اللـه سبحانه وتعالى، وهذه لا تكون إلا للـه، فمن
استعان بغير اللـه محققًا هذه المعاني الثلاثة فقد أشرك مع اللـه غيره.
· أهمية الاستعانة باللـه في زمن الفتن والشهوات:
-
وأعظم الاستعانة هي باللـه عز وجل، فإن هذا الزمان زمان فتن، وإن هذا
الزمان زمان شهوات ومغريات، وزمان صار فيه شياطين الإنس أعظم كيداً ومكراً
من شياطين الجن، وحاول الأبالسة أن يصرفوا الناس عن دينهم وعن عفتهم وعن
أخلاقهم، حتى جاءوا بما لا يتصوره العقل من الفحش والرذائل
- فلابد
للإنسان من أن يستعين باللـه عز وجل، وأن يكثر الدعاء، وأن يكثر الالتجاء
إلى اللـه عز وجل حتى يعف نفسه عما حرم اللـه، وحتى يقوي عزمه في مواجهة
هذه المغريات والمثيرات، وحتى يسهل له ما يعف به نفسه.وفي الحديث : [تعوذوا
بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن] رواه أحمد،ومسلم .
· ثمرات الاستعانة باللـه:
-
قال شيخ الإسلام:...فإذا حصل الاستعانة باللـه واستهداؤه ودعاؤه والافتقار
إليه أو سلوك الطريق الذي أمر بسلوكها هدى اللـه الذين آمنوا لما اختلفوا
فيه من الحق بإذنه واللـه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
- إذا علم
المسلم أن الغني القادر الذي بيده الخير كله هو اللـه، تربى على الأنفة
والاستغناء عن المخلوقين، وعلم أن السبيل الوحيد إلى ذلك هو التعلق باللـه
تعالى والتوكل عليه، وعبادته والالتجاء إليه، مع الأخذ بأسباب الجد والعمل،
وبذلك يحفظ المسلم ماء وجهه من التذلل والسؤال، وخفض الأكف والانكسار
للأشخاص مهما كانوا، فيحفظ كرامته، وتبقى له عزته ومكانته.
- قال ابن القيم :فلا نجاة من مصايد الشيطان ومكايده إلا بدوام الاستعانة باللـه، والتعرض لأسباب مرضاته.
-
عند الاستعانة باللـه تعالى لأداء طاعة، كما في قول لا حول ولا قوة إلا
باللـه عند سماع " حيَّ على الصلاة ، حيَّ على الفلاح " فإنها استعانة
باللـه تعالى لأداء الصلاة.
- ستبقى الاستعانة باللـه واللجوء إليه سبحانهالوسيلة الأهم للنجاح والتفوق فعطايا الرحمن ليس لها حد ولا حساب.
كما قال الشاعر:
إذَا لمَ يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللـه للفَتَى ............. فَأَوَّلُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ
-
روي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ماذا تصنع إذا سول لك الشيطان الخطايا؟
قال أجاهده، قال هذا يطول، أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها، ومنعك من
العبور ماذا تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي قال: هذا يطول عليك، لكن استعن
بصاحب الغنم يكفه عنك، إذا أردت التخلص من الشيطان ووسوسته، فاستعن بخالقه
يكفه عنك و يحميك.
- ومما يكشف الكربة:الاستعانة باللـه، والاتكال عليه، والرضا بقضائه، والتسليم لقدره.
· ضرورة الاستعانة باللـه في كل وقت:
- قال شيخ الإسلام:إن العبد محتاج في كل وقت إلى الاستعانة باللـه على طاعته وتثبيت قلبه ولا حول ولا قوة إلا باللـه.
-
يبين قوة حاجة العبد إلى الاستعانة باللـه والتوكل عليه واللجأ إليه في أن
يستعمله في طاعته ويجنبه معصيته وأنه لا يملك ذلك إلا بفضل اللـه عليه
وإعانته له فإن من ذاق مرارة الإبتلاء وعجزه عن دفعه إلا بفضل اللـه ورحمته
كان شهود قلبه وفقره إلى ربه واحتياجه إليه في أن يعينه على طاعته ويجنبه
معصيته أعظم ممن لم يكن كذلك.
· تجب الاستعانة باللـه تعالى على:
1- فعل الطاعات.
2- وترك المنهيات.
3- والصبر على المقدورات.
·
العبد عاجز: إن العبد عاجز عن الاستقلال بنفسه في الإتيان بهذه الأمور،
ولا بد له من طلب الإعانة من ربه ، ولا معين للعبد على مصالح دينه ودنياه
إلا اللـه.
· حكمة بليغة:من أعانه اللـه فهو المعان، ومن فرط في حق اللـه تعالى، لم يعنه اللـه، وهو المخذول.
·
خطأ فاحـش:يُشْغَل كثير من العباد بصورة العمل وحسن القصد عن الاستعانة
باللـه تعالى وإظهار الافتقار والحاجة إليه، وهذا خطأ فاحش.أجمع العالمون
باللـه تعالى على أن كل خيريحصل للعبد فأصله بتوفيق اللـه له، وما استُجلب
التوفيق بمثل المبالغة في الدعاء والمسألة وطلب المعونة، والاستكثار من
إظهار الافتقار ومسيس الحاجة، ولا فات إلا بإهمال ذلك.
· متى تقوى إعانة اللـه لك:قال ابن القيم:كلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة له من اللـه أعظم.
·
الاستعاذة متضمنة الاستعانة باللـه:من الاستعانة باللـه في حصول تدبر
القرآن ما شرع لقارئ القرآن من الاستعاذة باللـه تعالى من الشيطان الرجيم ،
ومن البسملة في أوائل السور ففيها طلب العون من اللـه تعالى على تدبر
القرآن عامة والسورة التي يريد قراءتها خاصة .
· الدعاء متضمن الاستعانة
باللـه:ومما يدخل في باب الدعاء الاستعانة باللـه تعالى، وهي مطلوبة في كل
أمر وفي كل حين، ولأهميتها فإننا نكررها في كل ركعة من صلاتنا ( إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ). ولا يمكن للعبد أن يفعل شيئا إلا بعونه
تعالى، فإن حرم من ذلك خاب وخسر.