أعلم أيها المؤمن أنك لن تملئي القدح ماء حتى تزيلي ما فيه من كدر .... وكذلك الحال بالنسبة لقلبك ....
فوالله لن يحيا ويعمر بالإيمان حتى ينجلي ما فيه من العصيان ، وانظر إلى سالف أيامك وكيف ودعتك إلى غير رجعة .... فما عساك تنتظر.
فابدأ صفحة أيامك بتوبة محو بها سيئات الماضي .... بل حتى تفريط زمانك الأول واستعين بالرحمن على ما تبقى من أيامك ..... فلا يملك أمر نفسك إلا من أودعها الحياة ... فهو العليم بما يقويها ويضعفها ... واستقبل أيامك بمجاهدة قوية تدفع بها نفسك لتكفير ما سلف من ذنب وتفريط .. وتذكر أنك إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
نسير إلى الآجال في كل لحظة وأعمارنا تطوى وهن مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعــــمرك أيام وهن قــــلائل
أيها الراحل .. وكلنا راحلون وان طال الزمان راحلون .... لماذا لا يكون ما مضى من أيامك هو آخر عهد لك بزمان الضعف والغفلة .
أيها الموفق ... دع ما تصرم وجرد الماضي .. وابدأ أيامك بحياة العمل الصالح
وكن في الدنيا كأنك غريب .. أو عابر سبيل ليس همة إلا التزود في رحلته حتى يصل إلى حيث ينقطع به السفر ويستقر به المقام .... نعم والله ... ولن يطيب المقام ... حتى نضع أقدامنا في الجنة ... وهناك فقط سيلذ العيش
... ويعظم القرار ويحصد فيه المجاهدون ما استغلوه في سابق أعوامهم .....