بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (تحفة الذاكرين)
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
قال صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا
كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب د ت حب الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه أيضا أحمد من حديثه قال المنذري بإسناد صحيح وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري وصححه ابن حبان وأخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن من حديث أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة يوم القيامة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم وأخرجه الترمذي أيضا من حديث أبي سعيد رضي الله عنه وقال حديث حسن وفي هذا الحديث دليل على أن المجلس الذي لم يذكر الله تعالى فيه ولم يصل على رسوله فيه يكون حسرة يوم القيامة على أهله لما فاتهم من الأجر والثواب وإن دخلوا الجنة للثواب على أعمالهم مع تفضل الله سبحانه عليهم بدخولها فإنه قد فاتهم ما فيه زيادة في الدرجات وكثرة في المثوبات ولهذا كان عليهم حسرة يوم القيامة أي بفوات الثواب بترك الذكر والصلاة وقد قدمنا طرفا من هذه الأحاديث في الباب السابق في فضل الذكر أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة د ت حب الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن غريب وقال ابن حبان صحيح ولا ينافي هذا التصحيح كون في إسناده موسى بن يعقوب الزمعي فإنه قد وثقه ابن معين وأبو داود ولا
يضره قول النسائي ليس بالقوي قوله أولى الناس بي يوم القيامة أي أولاهم بشفاعتي وأحقهم بالقرب مني أكثرهم علي صلاة في الدنيا لأن هذا الذي استكثر من الصلاة على النبي قد توسل إلى شفاعته بوسيلة مرعية وتقرب بقربة مرضية ولو لم يكن في ذلك إلا ما سيأتي من أنه من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا فإن هذه المكافأة من رب العزة سبحانه مستلزمة للثواب الأكثر البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ت حب الحديث أخرجه الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما قال الترمذي بعد إخراجه حديث حسن صحيح غريب وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا من حديثه أحمد في المسند والنسائي والحاكم في المستدرك وقال صحيح وأقره الذهبي وهو من رواية عبد الله بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن الحسين وقد روى من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في سنن الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب قوله البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي تعريف المسند إليه يقتضي الحصر فينبغي حمله على أنه الكامل في البخل لأنه نحل بما لا نقص عليه فيه ولا مؤنة مع كون الأجر عظيما والجزاء موفرا قال الفاكهاني وهذا أقبح بخل وشح لم يبق بعده إلا الشح بكلمة الشهادة وفي الحديث دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ت حب الحديث أخرحه الترمذي وابن حبان كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال الترمذي بعد إخراجه حسن غريب
وأخرجه أيضا من حديثه الحاكم وقال صحيح وقال ابن حجر له شواهد وهذا الذي ذكره المصنف هو بعض من الحديث وبعده ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له وقد أورده في مجمع الزوائد من حديث ابن مسعود وعمار بن ياسر وابن عباس وعبد الله بن الحارث وجابر بن سمرة وأنس وكعب بن عجرة ومالك بن الحويرث وأبي هريرة رضي الله عنهم قوله رغم بكسر الغين المعجمة وتفتح أي لصق أنفه بالتراب والرغام هو التراب وفيه كناية عن حصول الذل والهوان وقال ابن الأعرابي هو بفتح الغين ومعناه ذل وذكر الرجل وصف طردي فإن المرأة مثل الرجل في ذلك وفي الحديث دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره لأنه لا يدعو بالذل والهوان على من ترك ذلك إلا وهو واجب عليه قوله فلم يصل علي قال الطيبي الفاء إستبعادية والمعنى بعيد على العاقل أن يتمكن من إجراء كلمات معدودة على لسانه فيفوز بها فلم يغتنمه فحقيق أن يذله الله وقيل أنها للتعقيب فتفيد به ذم التراخي عن الصلاة عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم من ذكرت عنده فليصل علي س طس الحديث أخرجه النسائي والطبراني في الأوسط كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أنس رضي الله عنه وأخرجه أيضا من حديثه الطبراني في الكبير وابن السني وتمامه فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا قال النووي في الأذكار إسناده جيد وقال الهيثمي رجاله ثقات وفي الحديث دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره ومما يدل على ذلك الحديثان المذكوران قبل هذا ومما يدل على ذلك أيضا ما أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة من حديث جابر رضي الله عنه بلفظ من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد شقي وقد ضعف النووي في الأذكار
إسناده وما أخرجه الطبراني في الكبير عن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكرت عنده فخطى الصلاة علي خطى طريق الجنة قال الهيثمي وفيه بشر بن محمد الكندي أو بشير فإن كان بشرا فقد ضعفه ابن المبارك وابن معين والدارقطني وغيرهم وإن كان بشيرا فلم أر من ذكره وقال القسطلاني حديث معلول واخرج ابن ماجه والطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي الصلاة علي خطى طريق الجنة وفي إسناده جبارة بن المفلس وهو مختلف في الاحتجاج به من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا م الحديث أخرجه مسلم كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجه أيضا من حديثه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان وفي بعض ألفاظه من صلى علي مرة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات كذا في سنن الترمذي وفي لفظ لأحمد والنسائي من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات وحط عنه بها عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي وهو عند هؤلاء من حديث أنس رضي الله عنه وأخرج أحمد والحاكم من حديث عبد الرحمن
بن عوف أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم ألا أبشرك أن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه قال الحاكم صحيح الإسناد وأخرجه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى بلفظ من صلى علي صلاة من أمتي كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وأخرج النسائي والطبراني والبزار من حديث أبي بردة بن نيار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات وأخرج نحوه ابن أبي عاصم من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وزاد وكن له عدل عشر رقاب وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بلفظ فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا وأخرج أحمد والنسائي عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر فقالوا يا رسو ل الله إنك أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر قال أجل أتاني آت أي جبريل من ربي عز وجل فقال من صلى عليك من أمتك صلاة صلى الله عليه بها عشر صلوات ومحا عنه بها عشر سيئات ورفع له بها عشر درجات وأخرج الطبراني من حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آتاني جبريل آنفا عن ربه عز وجل فقال ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشرا وأخرج الطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة رضي الله عنه نحوه وفي الباب أحاديث وسيذكر المصنف رحمه الله بعضها قريبا إن شاء الله تعالى أتاني ملك فقال يا محمد إن الله يقول أما يرضيك أنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا عشرا سحب
يتبع