أسعار النفط تبقى قرب أعلى مستوياتها

استقرت أسعار النفط أمس قرب أعلى مستوياتها في العام 2015، حيث اقترب البرميل من 65 دولارا بعد تجدد الغارات الجوية في اليمن، وهو ما ضاعف المخاوف بشأن أمن إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط، إذ يعتبر مضيق باب المندب الذي يعود لليمن أحد الممرات الرئيسية لنفط الخليج ومنها السعودية.
وارتفعت أسعار النفط الخام حوالي 10 دولارات للبرميل خلال شهر أفريل مع تزايد التوتر في الشرق الأوسط وتباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي، إلى جانب بروز مؤشرات على نمو الطلب العالمي، بما في ذلك مؤشرات النمو في البلدان الصاعدة. وارتفع سعر برنت في العقود الآجلة تسليم جوان إلى 65.09 دولار للبرميل، بعد أن زاد 2.12 دولار عند التسوية يوم الخميس، وزاد سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود جوان 8 سنتات إلى 57.82 دولار للبرميل. وسجل الخام الأمريكي يوم الخميس أعلى مستوى له في 2015 بلغ 58.41 دولار، ويتجه لتحقيق سادس مكسب أسبوعي على التوالي.
وجاء ارتفاع الأسعار يوم الخميس بعد أن تواصلت الغارات الجوية ضد الحوثيين، رغم أن اليمن ليس من كبار منتجي النفط في الشرق الأوسط، لكن تمر ناقلات النفط في طريقها إلى أوروبا بخليج عدن على الساحل الجنوبي لليمن، وبمضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي. وقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام 03%، عند التسوية يوم الخميس، إلى أعلى مستوياتها لهذا العام على خلفية الحرب في اليمن، وإعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن استمرار تراجع إنتاج الولايات المتحدة من الخام، وبنهاية التعاملات ارتفع سعر برنت في العقود الآجلة لتسليم جوان عند التسوية 2.12 دولار أو 3.3% إلى 64.85 دولار للبرميل. وكان أعلى مستوى خلال الجلسة 65.58 دولار وهو ذروة أسعار برنت لعام 2015. وزاد سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود جوان عند التسوية 1.58 دولار أو 2.8% إلى 58.02 دولار للبرميل، بعد أن قفز في وقت سابق من التعاملات إلى 58.41 دولار أعلى مستوى له في عام 2015.
على صعيد متصل، أظهرت إحصائيات خاصة بمنظمة أوبك أن كبار مصدري النفط الخام يضخون فائضا بمليوني برميل يوميا، وهو أكبر فائض منذ حوالي 10 سنوات. وأنتجت المنظمة 30.27 مليون برميل يوميا في الربع الأول من العام الحالي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن من المتوقع أن تزيد أوبك الإنتاج بدرجة أكبر إلى حوالي 30.36 مليون برميل يوميا في الربع الثاني.
وتقوم المملكة العربية السعودية والعراق والكويت والإمارات بزيادة الإنتاج في الشهور الأخيرة، في محاولة لتعزيز حصصهم بالسوق قبيل الرفع المحتمل للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
لكن الطلب على نفط أوبك أقل بكثير من هذا المستوى، إذ بلغ 28.34 مليون برميل يوميا في المتوسط ما بين جانفي ومارس 2015، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 28.37 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من السنة الحالية.
وتفرز هذه الزيادة فائضا بـ1.92 مليون برميل يوميا في الربع الأول و1.99 مليون برميل يوميا في الربع الثاني، وهو أعلى فائض في المعروض منذ 10 سنوات على الأقل، ودفع مخزون الخام في مناطق كثيرة من العالم إلى مستويات قياسية. ويساهم فائض العرض في أوبك والدول المصدرة غير العضوة مثل روسيا والمكسيك، في إبقاء الأسعار في مستوى متواضع رغم تسجيل تحسن خلال الشهر الحالي، إذ تنتج روسيا بأقصى طاقاتها وتفوق مستوياتها 9.5 مليون برميل يوميا.