جيران الطفل يروون لـ”الخبر”
رائد خرج لاصطياد العصافير فاصطاده المفترس “روت فايلر”
التحقيق مع مربي الكلب لا يزال مستمرا
لم يستفق بعد سكان حي الباخرة المحطمة، ببلدية برج الكيفان بالعاصمة، من الصدمة، إثر مقتل الطفل “رائد.ز”، ذي 11 سنة، فحالة الحزن والغضب والاستياء هي السائدة ولا حديث وسط السكان إلا عن ضرورة تدخل السلطات العمومية لوضع حد لمربي هذه الحيوانات المفترسة.
فيما لم “تتسرب إلى حد الآن أي معلومة حول التحقيقات التي باشرتها عناصر الدرك الوطني مع صاحب الكلب المفترس الذي يعمل حارسا بملعب بلدي مهمل، أين لفظ الطفل رائد أنفاسه بين مخالبه. وفي حي حوش جيرارو، أين تقطن عائلة الفقيد، تنقلت “الخبر” والتقت بـ”كريم.ك”، وهو جار عائلة الضحية، حيث يروي قائلا: “عندما بلغنا نبأ تعرض الطفل لهجوم الكلب المفترس، هرعت الأم إلى الملعب وهي في حالة هستيرية لا توصف، وحاولت المسكينة دون هوادة إنقاذ ابنها وانتشاله من بين مخالب الكلب، إلا أن هذا الأخير لم يترك الضحية إلا بعد أن قضى عليه، وذلك رغم إسراعنا بنقل الطفل إلى مستشفى برج الكيفان، أين أكد الأطباء بأن رائد فارق الحياة متأثرا بجروح عميقة خلّفتها عضّاته على مستوى رقبته والقفا، لتفقد الأم بذلك ابنها الوحيد بعدما فقدت زوجها قبل ثلاث سنوات.
“الخبر” تنقلت إلى عين المكان، والتقت طفلا كان بمعية رائد قبل أن يباغتهم الكلب، وقال إنهم كانوا بصدد اصطياد العصافير في ثاني أيام عطلة نهاية الأسبوع بالملعب، قبل أن ينفك قيد الكلب وينطلق جاريا باتجاههما، ليهرع الطفلان هاربان بكل ما أوتيا من قوة، لكن رائد تعثّر وسقط أرضا لينقضّ عليه الكلب من الخلف ويغرس أنيابه في رقبته ولم يتركه إلا وهو جثة هامدة تنزف بالدماء على مرآى من الجميع. وتابع الطفل واصفا الفاجعة “المشهد كان مريعا ومربكا حين كان الكلب يمزق أوصال وعنق صديقي، حاولت إنقاذ رائد برمي الكلب بحجارة كبيرة في اللحظات الأولى، قبل أن يلتحق آخرون لتحييده موجّهين له طعنات بالأسلحة البيضاء إلى أن مات، ومع ذلك كانت المنية أسرع وفارق رائد الحياة “.
الحبس وغرامات مالية لمربي الكلاب الشرسة
حرّك مقتل الطفل رائد بعضة كلب سرش من فصيلة “روت فايلر”، السبت الماضي، في برج الكيفان بالعاصمة، مصالح الأمن، وأصدر المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، تعليمة تقتل كل حيوان لا تتوفر فيه الشروط المنصوص عليها قانونا لتربيته، لاسيما فئة الكلاب من نوع “بيت بول” و”روت فايلر”.
وشدّدت تعليمة هامل على “محاربة ظاهرة التنامي الملفت لظاهرة حيازة الكلاب لدى شريحة واسعة من المجتمع، خاصة الشباب لأغراض عديدة، منها ارتكاب السرقة والاعتداءات، كما تستعمل للتباهي وتنظيم منازلات”. وتتميز فصيلة “بيت بول” و”روت فايلر” بالعداوة والشراسة، وجلبت أنظار المواطنين والسلطات في أعقاب تسجيل عدة تجاوزات، وذلك نظرا للإخلال بالالتزامات المعمول بها. وجاءت تعليمة المدير العام للأمن الوطني إثر “تنامي ظاهرة تربية الكلاب الشرسة، وذلك نظرا للفراغ القانوني في مجال حيازة وتربية هذا النوع من الحيوانات”، وارتأت المديرية العامة للأمن الوطني ضرورة تحسيس السلطات العمومية بضرورة محاربة الظاهرة.
واعتمدت المديرية العامة للأمن الوطني في دعوتها لمحاربة الكلاب الشرسة، إلى المادة 139 من القانون المدني حول مسؤولية الذي يلحق حيوانه أذى بالآخرين، والمادة 42 من القانون رقم 10-03 المؤرخ في 19-07 2003 المتعلق بحماية البيئة وحق كل شخص في حيازة حيوان، شريطة احترام حقوق الغير وملزمات الصحة والأمن والنظافة، والمادة 441 من قانون العقوبات التي تتحدث عن غرامة من 100 إلى 1000 دينار، وتسليط عقوبة حبس لمدة شهرين لكل من ترك حيوانا مؤذيا أو خطيرا أو حرّضه على مهاجمة الغير أو لم يمنعه من ذلك.
وطالبت مصالح الأمن الوطني بـ”تفعيل القرار الوزاري المشترك رقم 75 المؤرخ في 17 جويلية 1995 بين قطاعات الفلاحة والصحة والداخلية، فيما يتعلق بمكافحة داء الكلب فيما يخص التطعيم، وتسجيل الحيوان بالمكتب البلدي، وإحاطة عنق الكلب بقلادة تحمل اسم وعنوان صاحب الكلب عند الدخول إلى الأماكن العمومية.