حزب الله يتجه إلى رد موجع ضد إسرائيل تحت سقف عدم الإندفاع إلى حرب
سعد الياس
بيروت ـ «القدس العربي» بدأ حزب الله تشييع شهدائه الذين سقطوا في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت موكبه في القنيطرة السورية وأبرزهم جهاد مغنية نجل عماد مغنية في روضة الشهيدين.
ومنذ تنفيذ الغارة الاسرائيلية ضد موكب الحزب ما زال الترقب والحذر الشديدان يلفان المنطقة الحدودية خصوصاً محور مزارع شبعا المحتلة في ظل أعلى درجات الاستنفار لمختلف القوى العسكرية والأمنية العاملة في هذا القطاع ووسط تساؤلات عن الخطوات التي يمكن لحزب الله الإقدام عليها رداً على عملية الاستهداف. وذهبت معلومات صحافية إلى حد توقّع «أكبر من رد وأقل من حرب».
وفيما إستدعى الجيش الاسرائيلي رؤساء البلديات الحدودية مع لبنان لبحث الوضع الأمني فإن هذا الجيش أوقف دورياته كافة في المنطقة الملاصقة للسياج الشائك، وكثفها في الخط الموازي الذي يبعد لمسافة ما بين 1 إلى 2 كلم في عمق المناطق المحتلة، ورفع من كمائنه في مناطق مزارع شبعا والعباسية والغجر وفي بساتين المطلة داخل المناطق المحتلة.
وإثر الغارة جرت إتصالات شارك فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمّام سلام والنائب وليد جنبلاط من أجل تدارك تداعيات الغارة الاسرائيلية، وتوقّع بعض الأوساط ان تشمل الاتصالات إيران بغية عدم ذهاب حزب الله في أي مغامرة ولاسيما أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان هدّد قبل الغارة بالدخول إلى الجليل وما بعد الجليل، الأمر الذي يثير مخاوف من تصعيد محتمل أو من استدراج إلى معركة في غير أوانها حيث أن حزب الله منهمك بالقتال في سوريا وكذلك الجيش اللبناني منشغل بحماية الحدود اللبنانية السورية من أي اختراقات من قبل «داعش» أو «النصرة».
ووفق تقديرات أوساط قريبة من حزب الله، فإن الرد «حتمي» على الاعتداء الإسرائيلي في القنيطرة ، «لكن الحزب لن يتصرف بإنفعال وإرباك، وهو سيأخذ الوقت الذي يراه مناسباً لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان الصادر عن الحزب والذي اكتفى بنعي الشهداء، تاركاً باب التأويل مفتوحاً».
ونقلت صحيفة «السفير» عن أوساط الحزب أنه «إذا كانت المقاومة قد ردت على استشهاد أحد مقاوميها في عدلون بعملية نوعية في شبعا، فإن استهداف ستة من كوادرها وعناصرها في القنيطرة سيلقى رداً موجعاً وغير نمطي بحجم الاستهداف، لكنه على الأرجح سيكون مضبوطاً تحت سقف عدم الاندفاع إلى حرب شاملة، مع الاستعداد لأسوأ السيناريوهات في حال تهوّرت إسرائيل وقررت خوض مغامرة غير محسوبة.. ما بعد حافة الهاوية».
وكان خبراء ومحللون استراتيجيون رأوا أن العملية شكّلت ضربة مفاجئة وصدمة للحزب، وهي تأتي بعد المقاربة العلنية لما يمكن عليه أن يكون موقف حزب الله فيما لو استمر القصف الاسرائيلي المتكرر على أهداف في سوريا، حيث اعتبر السيد نصر الله أن هذا القصف هو خرق كبير، مشيراً إلى أن ضرب أي هدف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة، وليس فقط استهدافاً لسوريا.
تزامناً، لم تشأ مصادر وزارية التأكيد ما إذا كان مجلس الوزراء سيناقش في جلسته الخميس المقبل، موضوع الغارة الإسرائيلية، فيما وزراء 14 آذار قد يطرحون مجدداً مسألة من يملك قرار الحرب والسلم.
وكان مصدر عسكري إسرائيلي رفيع حذّر حزب الله من استفزاز إسرائيل ومحاولة الرد، وقال إن الحزب «سيعرّض نفسه للخطر إذا حاول استهداف إسرائيليين عزل». وحذّر من أن الإقدام على إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات سيـدفـع إسـرائـيل إلـى رد قـاس جداً، و «حزب الله يعلم ذلك ونوصـيـه بـأن يفكر جيداً قبل تنفيذ عمل من هذا الـنـوع».
وتعليقاً على الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب والقنيطرة، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره «الاسرائيلي لا يريد للبنان ان يرتاح، وكلما حققنا خطوات متقدمة على صعيد تحقيق الاستقرار الداخلي يدخل الاسرائيلي على الخط للضغط وخربطة الوضع».