قبل أشهر قليلة رسم المنتخب الجزائري لكرة القدم ملحمة بالبرازيل حين تخطى، لأول مرة بتاريخه، الدور الأول للمونديال ووقف بندية كبيرة وأداء لافت بمواجهة الماكينات الألمانية التي توجت لاحقا باللقب العالمي.
واليوم بات محاربو الصحراء أكثر المنتخبات مهابة بالقارة السمراء وأولها ترشيحا لنيل اللقب القاري بتكهنات المختصين والمتتبعين، لكن مهمته ليست على طبق من ذهب بل هي تبدو صعبة ومعقدة بسبب قوة المنتخبات التي ستنافسه بالمجموعة الثالثة الموصوفة بالحديدية.
ويلزم الخضر خمسة عوامل لبلوغ المربع الذهبي الهدف الرئيس من هذه المشاركة قبل التفكير لاحقا في التتويج القاري.
أولاً الغرور: الإشادات المتوالية التي تنهال على الخضر منذ المونديال البرازيلي جعلت الكثيرون يخشون من أن يتسلل الغرور إلى نفوس لاعبيه ما يؤثر على أدائهم بالمونديال الإفريقي.
ويطالب هؤلاء رفاق براهيمي إلى ضرورة تجنب الغرور واللعب بجدية وتركيزين تامين آخذين بالإعتبار بأن مباريات المونديال تختلف تماما عن نظيرتها بالقارة السمراء، وأن المنتخبات الإفريقية ليس لديها ما تخشاه حين تنافس منتخبا موندياليا يضعه الجميع في صدارة المرشحين للصعود لمنصة التتويج.
ثانياً الضغط: رئيس اتحاد الكرة الجزائري محمد روراوة كان على حق حين قال أنه لا يريد أن يزيد من الضغط على كاهل اللاعبين. ويدرك الرجل كما غيره أن الضغط يزيد مع مرور الوقت عليهم في ظل مطالبة الجماهير وترشيح المختصين لهم بأحقية التتويج القاري. وبالتالي فإن المطلوب من المدرب جوركيف اليوم العمل على إبعاد لاعبيه عن الضغط وتوفير الظروف الملائمة لأداء مباريات في المستوى دون ضغط ولا غرور.
ثالثا الدفاع: على عكس فترة المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان حيث كان الدفاع نقطة القوة، فإن ضعف المنتخب الجزائري، في عهد المدرب الفرنسي كريستيان جوركيف وسلفه وحيد حاليلوزيتش، لا يزال في خطه الخلفي، وبالذات في محور الدفاع. وقد كشفت ودية تونس (1/1) هذا الضعف بوضوح.
ورغم قيام المدرب جوركيف بتجربة أكثر من توليفة بالمحور إلا أن الضعف لا يزال جليا، والخطر يتهدد المنتخب عبر هذا المحور الذي كثيرا ما شكل فراغات تسمح للمنافسين باللعب بحرية تامة. ولو سارع إلى إصلاح هذا الخلل باختيار أفضل اللاعبين، كما فعل من قبل الظهيرين الأيمن والأيسر، فإن مهمته ستسهل كثيرا في سعيه للتتويج باللقب.
رابعا الروح القتالية: لو تمكن المدرب الفرنسي من شحذ همم لاعبيه ورفع معنوياته عاليا وحثهم على أداء جميع مبارياتهم بروح قتالية كتلك التي لعبوا بها مباريات المونديال خصوصا أمام ألمانيا، فإن ذلك سيوصلهم إلى المباراة النهائية ولم لا التتويج باللقب القاري.
خامساً اللعب الهجومي: يختلف المدرب الفرنسي جوركيف كثيرا عن سلفه البوسني وحيد حاليلوزيتش بتفضيله للعب الهجومي على التكتل الدفاعي والتمركز بالخلف التي كان ينتهجها البوسني وسلفه رابح سعدان.
ولو حافظ على نفس الخطة والاندفاع للأمام ولعب بها أمام منافسيه وفقا لشعار :"أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم" فإن أبواب الفوز والتتويج ستفتح أمامه على مصراعيه.