شهدت محطات البنزين أمس، في العاصمة طوابير من طرف المواطنين الذين توافدوا عليها بحجة تعبئة سياراتهم بالوقود وتمرير ورقة 200 دينار جزائري، والتي أنهى بنك الجزائر الجدل حولها بإصدار قرار سحبها وأعطى فرصة للمواطنين إلى غاية 2024، لاستبدالها في البنوك، حيث تبين حسب استطلاع " لقناةالشروق الجزائرية" في الشارع أن أغلبهم لم يفهموا جيدا قرار بنك الجزائر حيث رفضتها أمس وسائل النقل العمومية والخاصة، وسدت كل السبل أمام المواطن الجزائري للتخلص من ورقة 200 دج مقابل تلقيه خدمة، وأمام الغموض فيما يخص هذه الورقة النقدية لجأ البعض إلى صناديق الزكاة في المساجد والزوايا للتصدق بها، فيما تهاطلت هذه الورقة على المتسولين.
وأكد في هذا الصدد كريم عبيد، رئيس الجمعية الوطنية للوعي والتنمية الاجتماعية، لـ"لقناة الشروق"، أن إشكالية المواطن الجزائري اليوم أنه أصبح غير واثق في المنظومةالمصرفية والمالية ولديه شكوك في البنوك لأن المجال التجاري الذي ينشط خارج النطاقالرسمي رسخ هذه الذهنيات في عقلية الجزائريين حيث يفضل أغلبهم اكتناز الأموال في بيتهبدل البنوك.
قال المختص في الاقتصاد، السيد عبيد، إن فئات كثيرة من الأغنياء في المجتمع اكتنزوامبالغ مالية كبيرة، أصبحت أوراقها النقدية بالية وقديمة ورغم ذلك لم يودعوها في البنوك.ودعا المجتمع المدني والمختصين في الاقتصاد إلى توعية الشعب الجزائري فيما يخصاستبدال الأوراق النقدية، مرجعا سبب فقدان ثقة الجزائريين في المؤسسات المصرفيةوالمالية إلى قضية الخليفة والتي سميت بقضية القرن. من جهته، دعا رئيس المجلس العلمي المستقل للائمة، جمال غول، المساجد إلى توعيةالمواطنين في الأمور الاقتصادية والتحدث عن قضية سحب 200 دينار في خطبة الجمعةالقادمة، وقال إن التصدق بهذه الورقة على المتسولين غير مرفوض ورغم أن ديننا يفضلالحسنة بشيء غال على النفوس، إلا أن ورقة 200 دج يمكن جمعها من طرف المحتاجينواستبدالها في البنوك ويفضل حسبه أن تودع في صناديق الزكاة لتتولى المساجد استبدالها.