فجّر ابن مدينة المنيعة، ياسين براهيمي، سهرة الأربعاء، من بيلباو، واحدة من قنابله الإبداعية، بعد أن قاد بورتو البرتغالي بنجومه العالميين للتأهل المبكر للدور السادس عشرة، في أكبر منافسة أوروبية، والذين شاهدوا براهيمي وفي نفس التوقيت ميسي مسجل هدفين أمام أجاكس، وقبله رونالدو الفائز مع ناديه ريال مدريد بهدف واحد أمام ليفربول، أجمعوا على أن ياسين كان نجما بتمريراته الساحرة، ومخالفاته الدقيقة، ومساعدته لرفقائه المدافعين، وتواصل أداؤه بنفس الوتيرة إلى غاية الدقيقة 91، بجمعه لـ 15 مراوغة ناجحة، وهو رقم نادرا ما يبلغه أي نجم في العالم في مباراة واحدة، ناهيك عن تمريرته الحاسمة وهدفه الذي قتل المباراة، وإذا كان وضع اسمه ضمن المرشحين للفوز بلقب هدافي رابطة أبطال أوروبا صعب لأن براهيمي صانع ألعاب أكثر منه مستغل للفرص، فإن ترشيحه ليكون نجما، أو على الأقل أحد نجوم دوري الأبطال يبقى قائما، إذا تمكن بورتو من بلوغ نصف النهائي على الأقل، ويجمع براهيمي خمسة أهداف أوروبية إذا احتسبنا هدفا في الدور التمهيدي أمام ليل الفرنسي، من مخالفة مباشرة، ليعود إلى تخطي نادي بوروسوف ودكّ شباكه بثلاثية كانت جميعها تحفا كروية، وأضاف في سهرة الأربعاء هدفا خامسا في مرمى أتليتيكو مدريد، في هذه المنافسة الكبيرة التي دخلها ياسين براهيمي بقوة، وهو حاليا في سن الـ 24 و8 أشهر فقط، بينما بلغ ميسي سن الـ 27 عاما و4 أشهر، ورونالدو سن الـ 29 و 8 أشهر، وإبراهيموفيتش سن الثالثة والثلاثين.
حظوظ ياسين براهيمي شبه معدومة في التتويج بلقب هداف رابطة الأبطال، لأنه ليس رأس حربة، ويضم ناديه هدافا من طينة الكولمبي مارتينيز، وينتمي لنادي قد يتوقف في الدور السادس عشر، فإن براهيمي سجل هذا العام مع بورتو ما سجله في موسمين كاملين، وصار من الواضح أنه يرسم مستقبلا كبيرا لأحد أحسن لاعبي الجزائر على مرّ العصور، وقد يكون أحسنهم إذا تمكن من تحقيق ما لم يحققه الآخرون مثل اللعب لريال مدريد أو برشلونة، حيث تصبح حظوظه كبيرة، في تكرار إنجاز ماجر الذي سبق له وأن أحرز لقب الأندية البطلة في ماي 1987، ولكن تتويجه باللقب الكبير لم يتحقق إلا وهو في سن التاسعة والعشرين وبضعة أشهر، ولأول مرة منذ سنوات تكون منافسة رابطة الأبطال خليط بالنكهة الجزائرية، بفضل الظاهرة براهيمي على حد تعبير معلق كنال بليس، والعديد من المواقع العالمية.