تعليمة رئاسية: بوتفليقة يرفض طرد السوريين والأفارقة
في حوار مع “الجزائر والعالم”، كشفت وزيرة التضامن سابقا، ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، عن تعليمة صادرة عن الرئيس بوتفليقة يأمر فيها بعدم طرد اللاجئين، مهما كانت جنسيتهم.
وجاء كلام بن حبيلس، ردا على اللغط السياسي الذي رافق ترحيل عشرات السوريين إلى بلادهم بينما ما تزال سوريا في حالة حرب أهلية.
وتفصيلا، قالت بن حبيلس: “أمر الرئيس بوتفليقة في تعليمة صدرت مؤخرا، بعدم طرد أي لاجئ، مهما كانت جنسيته، ما بالك بإخواننا العرب”. وسجلت المتحدثة بقولها “لم نطرد لا السوريين ولا غيرهم، ولا يوجد أي مخطط لهذا الأمر، بل بالعكس لدينا تعليمات باحتضانهم ومدّ يد العون لهم، فهم هاربون من حروب وظروف حياة سيئة”.
اتصالات من دمشق: الحياة آمنة هنا
وفي هذا السياق، قالت بن حبيلس لـ” الجزائر والعالم” : “لابد أن تعرفوا أن السوريين المرحلين مؤخرا، هم من طلب الترحيل، ولسنا نحن من اقترحنا عليهم أو أجبرناهم على الرحيل”.
وأضافت بن حبيلس “هؤلاء السوريون تلقوا اتصالات من أهاليهم في دمشق العاصمة تحديدا، وأبلغوهم بعودة الأمن”. وقالت المتحدثة “المرحلون كانوا يقيمون في ولاية معسكر غرب الجزائر، ويبدو أنهم تجار، ولدى لقائنا بهم أخبرونا بأنهم يرغبون في العودة لكن ليس لديهم ثمن التذاكر، فقمنا بالواجب، والصحافة العالمية صورت الحدث في المطار، ولم يكن أبدا ترحيلا قسريا”.
السوريون موجودون في الجزائر وتلمسان
وبخصوص ظروف حياة باقي اللاجئين السوريين في الجزائر، وأعدادهم، أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري لـ”الجزائر والعالم”، أنهم “يمارسون حياتهم بصورة عادية، والسوريون أسهل اندماجا من الأفارقة في المجتمع الجزائري، بحكم اللغة والدين والتقاليد”.
وأضافت سعيدة بن حبيلس : “اللاجئون السوريون موجودون في أكثر من مكان، لكنهم يتواجدون أكثر في العاصمة، وأيضا في تلسمان، وأولادهم يدرسون بصورة عادية، فلم نطلب منهم لا شهادة تسجيل ولا أي شيء آخر، فقط طلبنا من الأولياء تصاريح شرفية بالمستوى الدراسي الحقيقي لأولادهم”.
وردا على سؤال لـ”الجزائر والعالم”، حول أوضاع الليبيين في الجزائر، أكدت المتحدثة أن عددهم قليل جدا مقارنة بالسوريين، لأن أغلبيتهم موجودة في تونس.
لاجئو النيجر رفضوا العودة
أما بشأن الأفارقة، فقد قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، إن “أعدادهم أكبر بكثير من السوريين، وأغلبهم من مالي والنيجر، وهؤلاء نواجه مشكلة أساسية معهم، نابعة من طبيعة حياتهم، وهي الترحال والتنقل من مكان إلى آخر، وهذا أمر صعّب من مهمة حصر أعدادهم بدقة”.
وأمام هذه المشكلة، قالت بن حبيلس “سياسة الدولة الجزائرية تعارض ما يجري في أوروبا للاجئين، حيث يتم وضعهم في سجون وتتم معاملتهم بسوء، أما نحن في الجزائر فتركنا لهم حرية التنقل، ووفرنا بالمقابل فرقا اجتاعية وطبية، تتكفل بالكشف الطبي ومتابعة حالات اللاجئين، رغم صعوبة المهمة”.
وتعليقا على مخاطر انتقال مرض إيبولا إلى الجزائر، أكدت رئيس الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، أن “لا توجد مخاوف من هؤلاء اللاجئين، بسبب سياسة العلاج المجاني وإجراء الفحوص الطبية المجانية، وهي إجراءات مكلفة ماديا وتغيب في بلدان كثيرة”.
وكشفت المتحدثة، أن “دولة النيجر أبلغت الجزائر استعدادها لاستقبال لاجئيها، لكن هؤلاء اللاجئين رفضوا العودة، لغياب محفزات حقيقية في بلد العودة، ولهذا طلبنا في الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع الصليب الدولي، من شركائنا في الاتحاد الأوروبي، بتمويل مشاريع حياتية في البلد الأصلي تحفز على العودة والاستقرار هناك”.